السيجار رمز السلطة وصديق الأرستقراطيين

السيجار رمز السلطة وصديق الأرستقراطيين

رغم السمعة السيئة للتدخين وآثاره على الصحة العامة، ما زال هناك كثيرون يستمتعون بمشاهدة الدخان المتصاعد من سجائرهم على اختلاف أنواعها
02 يوليو 23
Share

ولا سيما السيجار الذي يبدو أن استخداماته قد تبدلت عبر التاريخ من ممارسة بعض العبادات الدينية في حضارة المايا ليصبح مظهراً من مظاهر الترف.

رحلة عبر التاريخ 

يعود تاريخ السيجار إلى حضارة المايا، إذ تشير الدراسات الأثرية إلى استخدام شعوب أميركا الوسطى أوراق التبغ للتواصل مع "الآلهة" أثناء أداء الطقوس الدينية والاحتفالات المقدسة حيث كانوا يعمدون إلى حشو أوراق النخيل أو لسان الحمل ومن ثم تدخينها. وقد عثر الباحثون على آثار النيكونين في دورق عمره نحو 1300 عام، كما تظهر إحدى اللوحات الحجرية التي عثر عليها في موقع بالينكي الأثري في المكسيك رجلاً يدخن ما يشبه الأنبوب المزخرف. أخذ التبغ في الانتشار لاحقاً مع هجرة مجتمع المايا من جنوب أميركا بين 470 و630 م، ويرجح أنه وصل إلى كوبا في الفترة الممتدة بين 2000 إلى 3000 قبل الميلاد، وكان يستخدم أول مرة في علاج بعض الأمراض مثل الربو وأوجاع الأذن والحمى والتهاب العيون والاكتئاب...

من حساب انستغرام Punch

كانت أوراق التبغ المزروعة في كوبا ترسل إلى إسبانيا حيث يتم تصنيعها، إلى أن بدأ تشييد المصانع في كوبا لإنتاج السيجار في عام 1859. كان القرن التاسع عشر العصر الذهبي للسيجار الكوبي مع وجود العديد من العلامات التجارية التي ما زالت تنتج إلى اليوم على غرار Romeo وJulieta و  Partagas و Upmann و Punch. 

يذكر أن مزارع التبغ لم تستخدم " العبيد" للعمل في جمع المحاصيل لأن الرجل الحر هو فقط سيكون قادراً على العمل مع ورقة التبغ الرقيقة بلمسة لطيفة. في حين كانوا يستقدمون المهاجرين من جزر الكناري للعمل في الحقول. وبحلول القرن العشرين، باتت صناعة السيجار ذات قيمة عالية في جميع أنحاء العالم.

مع ذلك، لم تقتصر شيطنة التدخين على العصر الحديث، إذ كان ثمة معارضون لهذه العادة منذ القدم، ففي القرن السابع عشر في روسيا على سبيل المثال كانت تقطع أنوف المدخنين، كما واجهوا عقوبة الإعدام في اثناء حكم الإمبراطورية العثمانية.في حين سمحت الكنيسة بالتدخين في العصور الوسطى.

السيجار صديق الأرستقراطيين

من حساب انستغرام Partagas

يرمز السيجار إلى المكانة الاجتماعية المرموقة والقوة والذكورة، لذا فليس من المستغرب أن يكون صديق الأرستقراطيين والزعماء والقادة في جلساتهم وسهراتهم، في دلالة واضحة على السلطة والحرية والمكانة العالية التي يتمتعون بها. رافق السيجار بعض القادة والمشاهير حتى بات لا يفارق إطلالاتهم وفي مقدمهم رئيس وزراء بريطانيا وستون تشرشل حتى أنه أطلق اسمه على واحد من أضخم أنواع السيجار وأكثرها جودة. وكان تشرشل مدخناً من الطراز الرفيع إذ بلغ معدل استهلاكه يومياً من 8 إلى 10 سيجار. والقائمة بأسماء هؤلاء العشاق للتدخين تطول ومنهم على سبيل المثال لا الحصر:

الرئيس الأميركي جون كينيدي

ثمة موقف مثير ينمّ عن عشق الرئيس كينيدي للسيجار، وذلك حين أمهل سكرتيره 24 ساعة ليجمع 1200 سيجار قبل تطبيق الحظر على جميع المنتجات الكوبية في عام1962. 

مايكل جوردان

أحد أشهر لاعبي الدوري الأميركي للمحترفين في كرة السلة، بدأ تدخين السيجار في عام 1991 محتفلاً بالفوز ببطولة الدوري الأميركي للمحترفين حتى بات حبه للسيجار لا يخفى على أحد. 

سيلفستر ستالون

المعروف باسم رامبو أو روكي بعد مسيرة مهنية حافلة بالأعمال الفنية وسلسلة أفلام لا تمحى من ذاكرة كثيرين، لا ينكر شغفه بتدخين سيجاره الفاخر المفضل أرتورو فوينتي.

آرنولد شوازينغر

من حساب انستغرام آرنولد شوازينغر

أيقونة هوليوود وحاكمها، تصدرت صوره وهو يدخن السيجار غلاف مجلة cigar aficionado ثلاث مرات حتى أنه استطاع إقناع بعض زملائه بتبني هذه العادة رغم محاربتهم لهذه الظاهرة في السابق.

يقول النجم الهوليوودي إن تدخين السيجار يساعده على الهدوء، أما الاسم المفضل لديه فهو punch punch تورو (48 × 5.625) 

الذي يعده الحجم المثالي الذي يجب أن يكون عليه سيجاره الأول بعد وجبة الغداء أو في أي وقت آخر. كما يحب العلامة التجارية Cohibas و Romeo و Julieta لكن Hoyo de Monterrey لها مكانة خاصة في علبة السيجار الخاص به.

السيجار بأشكال ونكهات متعددة

قد تبدو عملية اختيار السيجار معقدة بعض الشيء، لا سيما بالنسبة إلى الهواة الذين يرغبون في اختبار هذا السلوك الاجتماعي الذي يجده البعض رمزاً للسلطة والقوة والمكانة المرموقة. تتعدد أشكال السيجار وأحجامه وألوانه وبالطبع نكهاته، إذ لكل منها حكاية تروى وبصمة لا تمحى. يقاس السيجار بعاملين اثنين: الطول(بالبوصة) ومقياس الحلقة ( حجم حلقة السيجار)،أي قطر السيجار ويقاس بزيادة 64 / 1بوصة، على سبيل المثال السيجار المسمى 6 * 54 يبلغ طوله 6 بوصات وقطره 46/54 بوصة. علماً بأن حجم السيجار لا علاقة له بجودة المنتج أو نكهته.

من حساب انستغرام Romeo و Julieta 

تختلف أشكال السيجار وتتنوع إذ يمكن أن يكون الرأس مدبباً أو مستديراً والجسم نحيفاً أو سميكاً. ولعلّ أكثر الأشكال شيوعاً هو Parjeos وهناك شكل الهرم المدببPyramid ويبلغ حجمه بين 6 إلى 7 بوصات بمقياس حلقي بين 52 و 54 ما يجعله خياراً جيداً لجلسات التدخين الطويلة. 

بعد انتقاء الحجم المفضل من السيجار، لا بد من التركيز الآن على الاستمتاع بهدوء ومن دون تسرّع بالنكهة التي ينطوي عليها وذلك بإشراك حواس الشم واللمس والتذوق فالمتعة في تدخين السيجار تكمن في الغوص في تفاصيله. وتذكر أن الحرق البطيء سيسمح للسكريات والزيوت الأساسية الموجودة في التبغ بإنتاج نكهات أكثر رقة. فيما دخان السيجار سريع الاشتعال يتحول إلى مرير وغير محبب. 

عوامل أخرى قد تؤثر في نكهة السيجار، لعّل أهمها التربة الذي يزرع فيها التبغ إذ تحدد النسبة المئوية للمواد العضوية الموجودة فيها قوة السيجار وحدّته، كلما زاد محتوى التربة من الكالسيوم ازداد التبغ حلاوة، كما يؤثر الحديد في النكهة والرائحة. أيضاً لا يمكن إغفال تأثير نوع بذور التبغ المناسب للتربة، واحتمال مزج أنواع مختلفة من التبغ في السيجار الواحد. وقد يكون مفاجئاً للبعض أن لورقة غلاف السيجار تأثيراً بالغاً في تعزيز النكهة وإذكائها. بشكل عام، تميل أغلفة السيجار الداكنة إلى الحصول على نكهة أكثر حلاوة بينما تميل الأغلفة الأفتح إلى أن تكون أكثر اعتدالاً.

أفضل طريقة لتخزين السيجار

تساعد صناديق الترطيب في الحفاظ على جودة السيجار بعيداً عن الجفاف فقدان نكهته وقتاً طويلاً، إذ تعد درجة الحرارة داخل صندوق الترطيب مثالياً ومماثلة للظروف المناخية التي فيها إنتاج لفّه وتخمّره.