مطعم Flamingo Room من تاشاس

أنشأت مفهوم هذا المكان، نتاشا سيديريس، مؤسسة مجموعة تاشاس، علماً أن أول مطعم حمل هذا الاسم فتح أبوابه في جنوب أفريقيا في العام 2015. وبعد سنوات قليلة تم افتتاح فرع آخر في دبي. وها هو مطل البجيري في الدرعية التاريخية يشهد افتتاح الفرع الثالث (سبتمبر 2023).

• 

• 

• 

عند وصولي إلى المطعم، شعرت بالدهشة أمام مشهده الداخلي حيث تميزت التصاميم الأنيقة باللونين الوردي والأرجواني، وبإضاءة هادئة تصدر عن ثريا تشبه شجرة الباوباب المزهرة. ولاحظت أنه تم تزيين المكان بمصابيح نحاسية صنعت على شكل طائر الفلامنغو، وإضافة وسائد تتميز بلمسات يدوية، وقطع أثاث تتسم بنقشة حمار الوحش. رأيت أن المكان يذكر بالطبيعة الأفريقية وعجائبها وسحرها.  

وفور دخولي سرعان ما تم الترحيب بي ودعوتي للجلوس إلى إحدى الطاولات. وهكذا بدأت أولى تجاربي مع مطعم Flamingo Room حيث تضمنت القائمة مجموعة من الأطباق الفرنسية والإيطالية التي تتميز بلمسات أفريقية.

• 

• 

في الواقع، لاحظت أن هذه القائمة غنية إلى حد كبير، فهي توفر خيارات متنوعة، منها كالاماري موزمبيق الذي يقدم مع الطماطم الكرزية المشوية، وصلصة بيري بيري والبطاطا المقلية المقرمشة. ولأنني أختار عادة كل ما هو غير عادي، قررت طلب طبق كعكة السلطعون الذي اعتدت تناوله أثناء رحلاتي، إذ تضاف إليه الكريمة ذات المذاق الحامض ما يمنحه نكهة مذهلة.

بعد ذلك تناولت طبق كارباتشيو القرع المزين ببذور اليقطين، الكزبرة، بذور الرمان، العسل وصلصة الخل الحامضة. وأكثر ما يميز هذا الطبق هو شكل القرع المشوي، علماً أن روعة مذاقه تنافس نكهات كثير من الأطباق الجنوب أفريقية.  

ولاحقاً قررت اختيار الموكتيل الذي أحب، وهو يحتوي على خلطة يتم تحضيرها بحرفية ظاهرة في مطعمFlamingo Room. وفي أثناء تناوله، استمتعت بنكهات الأعشاب (مثل الشيسو والحميض) والحمضيات والفواكه الاستوائية، وتبين لي أن المزيج يناسب، إلى حد كبير، نوعية الأطباق، وموسيقى المطعم وألوانه السائدة. وفيما كنت أتناول شراب الشيسو اللذيذ، اطلعت على القائمة وعرفت أنها تحتوي على أنواع مشروبات أخرى مثل بالوما فيردي المحضر بنكهات صودا الغريب فروت والكزبرة والليمون والذي يقدم في كوب مزين برقاقات ملح مالدون. وقد أبديت إعجابي أيضاً بطعم كوكتيل المطعم الخاص، وهو يحتوي على مزيج التوت البري، الخوخ، الكركديه ويقدم مزيناً بأشكال طائر الفلامنغو الوردي.     

وأخيراً حان وقت التحلية، إذ كان لا بد لي من إنهاء العشاء هنا بقطعةٍ حلوة. فإذا كنت تحب الحلويات مثلي، أدعوك إلى اختيار قطعة من ميرانغ الليمون Lizel. في الواقع، لم يكن بإمكاني الهرب من الإحساس بالذنب لأنني قررت تناول أكثر من صنف من الحلوى. بالفعل، كان لا بد لي من تجربة حلوة أميرة، أو وصفة مالفا البودينغ من جنوب أفريقيا التي تقدم بنكهة المشمش مع الأيس كريم والهيل والكريما الإنكليزية، فضلاً عن الأفوغاتو مع الفول السوداني المحمص والبسكويت الفلورنسي.   

• 

• 

وقبل أن أغادر مطعم Flamingo Room، أتيحت لي فرصة التحدث إلى الشيف التنفيذية جيل لي أوكرز. وقالت إنه فيما تسعى كل المطاعم الأخرى إلى شراء المكونات عالية الجودة، يحرص هذا المطعم على تطبيق معاييره الخاصة. وأضافت أن مستوى التدريب الذي يخضع له فريق العمل لا يضاهى. وتابعت مبتسمة أنها تشعر بالتأثر بما يتم تحقيقه في مكان الضيافة هذا.   

وببالغ الكرم لم تتردد الشيف جيل في كشف المرحلة التالية للمشروع، أي الصالة الأفريقية التي تقع في الطابق الثاني. وقد وصلت إليها بواسطة المصعد وبدا المكان هادئاً جداً. وعلمت أنه يمكن الضيوف هنا الاستمتاع بتناول المشروبات وأنواع الحلويات التي يتم تقديمها على طريقة الكانابيه.

• 

• 

كذلك حظيت، خلال جولتي هذه بفرصة لقاء مؤسسة المكان، نتاشا. وتبين لي أن شخصية حازمة تختبئ خلف وجهها البشوش. بالفعل شعرت بشيء من الرهبة في حضورها. في الواقع، الثقة بالنفس والقدرة على إدارة كل التفاصيل هما سر وجود أماكن مثل مطعم Flamingo Room. وأخيراً وكما رحب بي، ودعني الفريق بهدوء وحفاوة، وحملتُ معي كلمات قالتها نتاشا: "أحب المملكة وثقافتها". وهي أرادت بذلك الإشارة إلى أن بين جذورها المتوسطية والثقافة السعودية أوجه شبه مشتركة.