مستقبل الضيافة في الرياض: ماذا يقول الخبراء؟

مستقبل الضيافة في الرياض: ماذا يقول الخبراء؟

تحدثنا إلى ثلاثة خبراء في عالم الضيافة، وسألناهم عن سبب تحوّل الرياض إلى وجهة أولى للمطاعم العالمية في منطقة مجلس التعاون الخليجي، عن تجاربهم الخاصة، وعن التغيير الذي قد تشهده المملكة العربية السعودية في هذا السياق خلال السنوات الخمس المقبلة
08 أبريل 24
Share

في السنوات الأخيرة، جذبت الرياض، عدداً كبيراً من كبار الطهاة وخبراء الضيافة ومالكي المطاعم. فقد أثارت المدينة إعجاب هؤلاء بطابعها الحديث الذي ينطوي على ملامح تقليدية. وهكذا تزامن التطور الكبير الذي تشهده العاصمة السعودية على المستوى الاقتصادي، مع تحولها إلى مركز مهم للمشاريع، ومنها تلك التي ترتبط بعالم الضيافة الفاخرة. ولا شكّ في أن هذا الازدهار اتصل إلى حد كبير بتنامي عدد سكانها وباتباع كثير منهم أسلوب حياة عالمياً. لذا، بات هؤلاء أكثر انفتاحاً على تجارب الطعام غير المحلية، الأمر الذي يلاحظه ويشيد به كثير من أصحاب المطاعم ذات الاتجاهات المختلفة. ولجعل المشهد أكثر وضوحاً، التقينا ثلاثة من هؤلاء، وسألناهم عن سبب قدومهم إلى العاصمة السعودية.

مطاع بيل

المالك الشريك لمطعم سموكي بيردز كيو


اشتهر مطاع بيل في أوساط محبي موسيقى الراب. فقد عرف لسنوات باسم نابليون وكان عضواً في فرقة المغني توباك شاكور أوتلوز. ويبدو أنه انتقل من سماء الفن إلى عالم الضيافة، إذ أصبح المالك الشريك لمطعم سموكي بيردز كيو Smokey Beards Q في الرياض. وقد لفت هذا المكان الذي يذكّر إلى حد بعيد بأجواء ولاية تكساس الأميركية، اهتمام عدد من مشاهير العالم مثل المغني كانيي ويست. وهو يشتهر اليوم بتقديمه سندويتش لحم الصدر المميز ومجموعة من الأطباق الرئيسية المدخنة.

حدثنا عن مطعمك وعن سبب جذبه لكثير من سكان الرياض.

للإجابة على هذا السؤال، لا بد لي من الإشارة إلى أننا لا نختصر الأمور في سموكي بيردز كيو. وأقصد بهذا أن سكان الرياض يحبون الجلوس إلى مائدتنا لأننا نقدم اللحوم اللذيذة المحضرة بإتقان والخدمات الجيدة. لذا نفخر إلى حد كبير بما نخرجه من مطبخنا، كما يثق الروّاد بما نضعه على مائدتهم ويشعرون بتميز أطباقنا مع كل قضمة.

ولمَ اخترت الرياض موقعاً لفرع مطعمك الأول في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي؟ فقد كان بإمكانك اختيار مكان يشهد ازدهاراً في عالم الضيافة منذ سنوات طويلة!

في الواقع، وقع اختياري على العاصمة السعودية لأنها تشهد نمواً اقتصادياً يعدّ الأسرع على المستوى العالمي. فقد أصبحت مركزاً للابتكار والتجديد والالتزام بالخطط المستقبلية. وقد رأيت أنه من الممتع جداً أن أصبح جزءًا من هذا المشهد الديناميكي. وكان لا بد لي من ملاحظة التطور المتسارع للعلامات التجارية السعودية التي أضافت إلى واقع المدينة لمسات فريدة وأكسبتها ثقة السلاسل والعلامات العالمية الكبرى.

وما تعليقك على تزايد عدد المطاعم وازدهار مشهد الضيافة في الرياض راهناً؟

لا أبالغ حين أشير إلى أن مشهد الضيافة في الرياض يبهرني. فقد باتت المدينة نقطة تلاق للنكهات العالمية الأصيلة، إذ تقدَّم فيها خيارات لا محدودة، من الأطباق المكسيكية إلى البرتغالية، فالصينية، والعربية المتنوعة. وهذا يعني أن مطاعم المدينة تلبي تطلعات كل الذواقة، وأنها تصنع مشهداً غذائياً نابضاً بالحياة. ولا شكّ في أن الأمور تسير، من دون توقف، نحو الأفضل.

تصوّر أن عدداً من أصدقائك يزورون الرياض ويريدون الجلوس إلى مائدة مطعم مميز. ما النصيحة التي تقدمها لهم، ولماذا؟
تعتمد النصيحة التي قد أقدمها لهم على ما يبحثون عنه. لكنني أوصي أصدقائي القادمين من أوروبا أو المملكة المتحدة باختيار سموكي بيردز أولاً. نعم! فهذا يتيح لهم التعرف على نكهة اللحوم المدخنة الأصيلة، وعيش تجربة طعام ممتعة لم يختبروها من قبل.

كيف ترى مشهد الضيافة في الرياض بعد مضي خمس سنوات؟
أعتقد أن المدينة قد تتحول إلى مركز عالمي للمطاعم. ولا شك في أن الجيل الشاب سيعيد رسم المشهد، من خلال إضافة اللمسات السعودية الخاصة إلى المفاهيم العالمية. سيكون ذلك مذهلاً!

إنستغرام مطعم سموكي بيردز كيو: smokeybeardsq@


ناتاشا سيديريس

المديرة التنفيذية والمؤسسة لمجموعة تاشاس

ورثت ناتاشا حبها لعالم الضيافة من والدها، ولاحقاً تمكنت من تحقيق حلمها كرائدة في هذا المجال. وهكذا أسست مجموعة تاشاس العالمية التي تواصل توسعها، والتي افتتحت مطعم أفريكان لاونج في الرياض، كمقدمة للانتقال إلى سائر أنحاء منطقة الخليج العربي.

ما قصة مطعمك، أفريكان لاونج؟ ولمَ يعتبر أحد أماكن الضيافة التي تحظى بإعجاب أهل الرياض؟

ربما يعود هذا إلى أن أفريكان لاونج يقدم مفهوم طعام جديداً، في مساحة تذكر بأجواء مخيمات السفاري الفاخرة. وقد يرتبط هذا أيضاً بقائمة طعامنا المبتكرة التي تتضمن أطباقاً صغيرة مالحة وحلوة، إلى جانب الموكتيلات الرائعة. ولا شكّ في أن تعبير الزوار عن إعجابهم بخدماتنا الراقية هو دليل على تميّز ما نقدّمه لهم. فنحن نهتم بكل تفصيل، باستخدام المكونات الطازجة، بتحضير الأطباق حسب الطلب، كما بتأمين الأجواء المناسبة التي تساهم في توفير تجربة رائعة للضيوف.

ولمَ اخترت الرياض موقعاً لفرع مطعمك الأول في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي؟ فقد كان بإمكانك اختيار مكان يشهد ازدهاراً في عالم الضيافة منذ سنوات طويلة!

قررت خوض هذه المغامرة في المملكة العربية السعودية لأمرين: أولاً، الموقع الذي يتميز به مطل البجيري حيث تم افتتاح مطعم فلامينغو روم ثم أفريكان لاونج. وثانياً، الفرص المهمة التي توفرها السعودية وانفتاح أبنائها على المفاهيم الجديدة.
أرى أن الرياض أصبحت حالياً أحد أكثر الأسواق نمواً في منطقة دول مجلس التعاون. فقد تحولت بسرعة لافتة وبشكل لا يصدق إلى مركز جذب لأصحاب المطاعم وإلى موطن للعديد من المفاهيم المحلية والعلامات العالمية. ونحن نفخر بأننا أصبحنا جزءًا من هذا المشهد.

وما تعليقك على تزايد عدد المطاعم وازدهار مشهد الضيافة في الرياض راهناً؟

رائع أن ترى انتقال مفاهيم طعام جديدة، محلية وعالمية، إلى الرياض. وبالطبع، يفرض هذا أجواء من المنافسة الصحية بين المؤسسات المختلفة. ومع مرور الزمن سنعرف ما إذا كان بإمكان هذه المؤسسات وتلك المفاهيم تأمين استمراريتها والحفاظ على جودة خدماتها. فلهذه الغاية، يتعين على أصحاب العلامات التجارية الحرص على توفير خدمات عالية المستوى لشركائهم المحليين، من أجل ضمان تحقيق النجاح في المنطقة. ولا بد لي من الإشارة إلى أن تاشاس تطمح في العام 2024 إلى مواكبة الطلب المتنامي على الطعام اليومي الفاخر.

تصوّري أن عدداً من أصدقائك يزورون الرياض ويريدون الجلوس إلى مائدة مطعم مميز. ما النصيحة التي تقدمينها لهم، ولماذا؟

إذا أراد أصدقائي الجلوس إلى مائدة أحد أرقى المطاعم في العاصمة السعودية، أنصحهم بالذهاب إلى مطعم سان كارلو شيكتي. فهو يتميز بموقع فريد، وبأجواء ممتعة، كما أنه يقدم أطباقاً رائعة المذاق وخدمات لا مثيل لها.

كيف ترين مشهد الضيافة في الرياض بعد مضي خمس سنوات؟

لا شك في أنّ مشهد الضيافة في الرياض سيحقق ازدهاراً كبيراً في غضون السنوات الخمس المقبلة. وأنا أتوقع أن تحتضن المدينة مزيداً من مطاعم العلامات التجارية العالمية الفاخرة، وأن تتحدى المؤسسات القائمة الزمن وتواصل تقديم أفضل خدماتها. كذلك أعتقد أن العاصمة ستشهد نمواً على مستوى علامات الضيافة المحلية. فقد تصبح مركزاً حاضناً لكثير من المطاعم والفنادق التي ستجذب اهتمام الضيوف من المنطقة والعالم.

إنستغرام مطعم فلامينغو روم: flamingoroomksa@

إنستغرام مطعم أفريكان لاونج: african_lounge@

إنستغرام مطل البجيري: bujairiterrace@  


نيكولا ماتاراغكاس


رئيس الطهاة لدى مطعم A.O.K Kitchen الرياض

يشتهر مطعم A.O.K Kitchen بأسلوبه الفريد وأناقته اللافتة. وهو يعود بأصوله إلى حي ماريلبون في لندن، ويلتزم بتوفير الطعام الصحي، وبعدم تقديم الأصناف التي تحتوي على السكّر المكرر. كما أنه يتوخى الحذر فيما يتعلق باستخدام منتجات الألبان والمكونات الغنية بالغلوتين. وقد افتتح هذا المطعم فرعه الثاني في الرياض، ما شكل خطوة رائدة، إذ أصبح المطعم الأول من نوعه في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.

ما قصة مطعم A.O.K Kitchen؟ ولمَ يعتبر أحد أماكن الضيافة التي تحظى بإعجاب أهل الرياض؟

يقدم مطعمنا تجربة طعام غنية تتضمن الأطباق المتوسطية المعدة من مكونات ومنتجات محلية. ونلاحظ أن رواده في الرياض يبدون دائماً إعجابهم ببساطة وجباتنا وتميزها. ولمَ لا؟ فنحن نستخدم مثلاً الخضار والبيض التي يتم إنتاجها محلياً.
بالفعل، تتميز المنتجات السعودية بأنها عالية الجودة، طازجة ولذيذة. ويعيدني هذا بالذاكرة إلى ذلك الفناء الخلفي حيث كانت جدتي تزرع الخضار لتضعها على مائدتنا. ونحن نحرص هنا على تقديم كل ما هو طازج وأصيل.

ولمَ اخترت الرياض موقعاً لفرع مطعمك الأول في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي؟ فقد كان بإمكانك اختيار مكان يشهد ازدهاراً في عالم الضيافة منذ سنوات طويلة!

حسناً، ينسجم اختيارنا الرياض مع التزامنا برؤية العام 2030، كما يعكس ثقتنا بقدرة المدينة على تحقيق مزيد من النمو والتطور. لذا، خضنا التحدي الذي يهدف إلى ترسيخ حضورنا في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي الحيوية، وإلى المساهمة في الازدهار الذي تشهده العاصمة السعودية.
وإذا أردت التعبير عن وجهة نظري كطاهٍ، أشير إلى حرصي على تقديم قائمة طعام طازجة، وعلى تطوير الأفكار الجديدة، كما على تحديد ما يمكن تطبيقه منها بعيداً عن التعقيد.

وما تعليقك على تزايد عدد المطاعم وازدهار مشهد الضيافة في الرياض راهناً؟

يدل الارتفاع المتزايد في عدد المطاعم التي بدأت تستقبل الرواد في الرياض على حيوية المدينة. لكن لا بدّ لي من ذكر بعض المؤسسات التي تقفل أبوابها بعد مرور مدة قصيرة على افتتاحها. ويعود السبب في هذه الحالة إلى التركيز على إبراز المفاهيم الجديدة بدلاً من الحرص على تقديم طعام يحبه الجميع.

تصوّر أن عدداً من أصدقائك يزورون الرياض ويريدون الجلوس إلى مائدة مطعم مميز. ما النصيحة التي تقدمها لهم، ولماذا؟

إذا قرر أصدقائي أو أفراد عائلتي زيارة العاصمة السعودية، سأنصحهم بتناول الطعام السعودي لكي يتمكنوا من اختبار تجربة جديدة. فأنا أبدي إعجابي بالتنوع الذي تتميز به الأطباق المحلية، وأرى أنه من المهم جداً التعرف على نكهات المنطقة.
كذلك قد اقترح عليهم التعرف على المطبخ التركي في مطعم Rüya. ولا أنسى أطباق المطبخ الإيطالي في إل باريتو، إنه مطبخ رائع حقاً!

كيف ترى مشهد الضيافة في الرياض بعد مضي خمس سنوات؟

أرى أن هذا المشهد يستعدّ للنمو بشكل متزايد في السنوات المقبلة. وبكل ثقة، أشير إلى أن المدينة قد تتحول إلى مركز عالمي للطهو، وتصبح إحدى المدن الثلاث الأكثر أهمية في هذا المجال، بل إنها قد تنافس مدناً مثل العاصمة البريطانية لندن. ولا شكّ في أن جذب المملكة لأعداد كبيرة من المسافرين سيجعلها وجهة للذواقة من المنطقة والعالم. سيكون الأمر رائعاً!


إنستغرام: aokkitchensaudi@