إيفا هيرزيغوفا: قصة مسافرة

إيفا هيرزيغوفا: قصة مسافرة

04 أكتوبر 23
Eva Herizogva Visits AlUla
Share

بعد زيارتها السعودية للمرة الأولى برفقة صديقتها هيلينا كريستنسن (التي التقيناها في عدد إطلاق List)،  تصف إيفا هيرزيغوفا، عارضة الأزياء تشيكية الأصل، الممثلة، وسفيرة برنامج "العلا تبتكر"، تجربتها بالمدهشة. وقد التقيناها وتحدثنا إليها عن السفر، عن مواقعها المفضلة في المملكة، عن حبها للإبحار، دعمها للمجالات الإبداعية، وعمّا يثير اهتمامها في العلا. وروت هيرزيغوفا على مسامعنا قصص رحلاتها وتفاصيل تجربتها في عالم السفر.

جمعتني علاقة صداقة مع أشخاص سعوديين لسنوات عدة، وقد أدهشني التطور الكبير الذي شهدته حياة النساء هنا. فمن الرائع أن أتمكن من زيارة هذا الجزء المميز من العالم لرؤية هذا التحول الكبير (ليس على المرأة الآن أن ترتدي العباءة مثلاً). كما أن مشاركتي في إنشاء منصة تتوجه إلى أبناء الجيل الشاب أمر مثير للاهتمام بالنسبة إلي. وأنا أحرص راهناً على التركيز على برنامج "العلا تبتكر"، وعلى السعي إلى تأمين أفضل فرص العمل وإلى دعم المواهب الجديدة في مجالات مثل الأفلام، الموضة، والصناعات الإبداعية الأخرى. 

لن أنسى يوماً جمال العلا القديمة. بالطبع سأتذكر دائماً لون التكوينات الصخرية المائل إلى الوردي، مظاهر التاريخ الذي يعود إلى ما قبل 200.000 ألف عام، المدافن، مساحات بساتين النخيل الشاسعة، لطف السكان، وحب الحياة في هذا المجتمع. وأرغب في استكشاف المزيد من معالم المنطقة وأسرارها، إذ أشعر بأنني لامست سطح هذا المحيط الرائع فقط، وما زلت أتوق إلى اكتشاف الكنوز الدفينة التي يمكن أن يقدمها للعالم.   

أنصح كل من يخطط لزيارة العلا بالقيام بجولة في منطقة المدافن القديمة والذهاب إلى ساحل جدة. ولا بد للزائر أيضاً من الاستمتاع بتناول الطعام الذي يتم طهوه لمدة ثماني ساعات في حفرة تحت الرمال، وأحد أنواع عصير الفواكه الطازج مثل عصير تمر العجوة المفضل لدي. وأذكر أنني تذوقت في هذه المنطقة ثلاثة أنواع من التمور: المدجول، السكري والعجوة. ويتميز الأخير بلونه الداكن مقارنة مع ألوان الأنواع الأخرى وبأنه أقل حلاوة منها وبكونه مغذياً جداً.

تشكل الأعمال الحرفية جزءاً مهماً من التراث السعودي، وأتوق إلى معرفة المزيد عنها خلال زيارتي المقبلة. ولا بد لي من أن أذكر أروى العماري (مصممة الأزياء السعودية التي صممت فستاناً ارتدته هيرزيغوفا لحضور حفلVanity Fair Oscar في مارس 2023) التي تهتم إلى حد كبير بالتفاصيل وبكلّ ما يرتبط بتنفيذ تصاميمها. يمكنك القول إنها سيدة راقية سافرت حول العالم. هي رائعة ويسعدني أننا تمكنا من العمل معاً وأن كلاً منا تعرفت إلى الأخرى.  

لا شكّ في أن التطور الحاصل في العلا أمر مذهل تماماً. فمن الرائع أن نرى أنه يتم اللجوء إلى الطرق المستدامة في إطار الحياة الاجتماعية والاقتصادية والصناعات المختلفة. فمنذ ولادة طفلي الأول في العام 2007، بتّ أكثر تركيزاً على المجتمع وعلى البحث عن الطاقة البديلة. وقد دفعني هذا إلى المساعدة على تطوير مزارع الرياح في جمهورية التشيك. لذا أهتم إلى حد كبير بالخطط التي تهدف إلى استخدام الطاقة المتجددة والمستدامة في العلا. 

أحب السفر على متن القطار أو الذهاب إلى أماكن غير بعيدة. فأنا أقيم الآن في إيطاليا وأرى أنني محظوظة. في الواقع، ثمة كثير من الجمال في الجوار، من البندقية، إلى فلورنسا فسويسرا، واللائحة تطول.

كلما ذهبت إلى فرنسا، أحرص على تناول طبق Sole Meunière.لا أعرف وجهة أخرى تقدمه بطريقة أفضل. كذلك أحب أصناف المطبخ الياباني، ولا بد لي من أن أذكر ذلك الطبق البحري الذي أحبه كثيراً والذي يسمى hijiki.

أفضل أحياناً البقاء في المنزل بمفردي فيما يذهب الجميع إلى مكان آخر، إنه الوقت المفضل لدي. ويحدث هذا في فصل الصيف مثلاً، حيث تخلو المدينة (تورينو) من السكان، فأنصرف إلى استعادة الذكريات المخبأة في صناديق منسية. لكنني قد أمضي بعض الوقت برفقة أفراد عائلتي، علماً أننا سنذهب إلى بوتان. أشعر بالحماس الشديد!

فندقي المفضل في العالم هو The Carlyle في نيويورك. وهو يقع على مقربة من سنترال بارك ويضم غرفاً فاخرة تمنحك الشعور بأنك تقيم في مكانك الخاص.

لا يمكنني السفر من دون وسادتي. استغرق سعيي للعثور على الوسادة المناسبة نحو 20 عاماً، واستحق الأمر كل هذا الجهد لأنه أحدث فرقاً كبيراً.

أشعر بالملل إذا ذهبت إلى المكان نفسه أكثر من مرة. لكنني أحب الإبحار، فهو يمنحني تلك الطاقة التي تساعدني على إحداث التغيير، يفتح أمامي أفقاً جديدة في كل مرة. وكم أحب أن يلاعب النسيم شعري.

أفضل رحلة أتذكرها من زمن طفولتي هي تلك التي قمت بها إلى شمال شرق ألمانيا. فقد أحببت مشاهد المنطقة التي تتسم بمناخ بارد واستمتعت لأننا كنا جميعاً هناك.

قمت بأولى رحلات العمل إلى السيشل وأنا لا أنسى هذا أبداً. أعتبر تلك الرحلة من أفضل ذكرياتي على الإطلاق! فالمشاهد التي رأيتها هناك بدت غريبة مقارنة بكل ما شاهدته من قبل.

لم تكن معظم الفنادق التي أقمت فيها صديقة للبيئة، لذا حرصت، في أثناء رحلاتي، على الالتزام بالمعايير الصديقة للبيئة. وعليّ مواصلة بذل الجهود في هذا السياق".