الرحّالة توم غروند: العلا أيقونة مدهشة

الرحّالة توم غروند: العلا أيقونة مدهشة

حالمة ومتجدّدة، حافلة بالمواقع التي تستحق الاسكتشاف، مليئة بالمغامرات... عبارات يستخدمها الرحالة والمدون توم غروند لوصف العلا التي زارها مؤخراً
26 نوفمبر 23
Share

خلال جولته سيراً في أحياء مدينة العلا القديمة في المملكة (زيارته الثانية)، وثّق الرحالة الهولندي توم غروند مشاهداته وفصول زيارته الاستكشافية لحظة بلحظة، وحرص على أن يتشارك ومتابعيه كل النشاطات التي قام بها.

سافر المدوّن إلى أكثر من 159 دولة حتى اليوم، لكن الموقع سحر قلبه وعقله بعوالمه الأثرية ومواقعه التاريخية مثل الحِجر ووحاته البدوية الحضارية وطابعه التراثي ونموذجه العربي.

إذاً أبدى الرحالة إعجابه بهذا الإرث التاريخي والحضاري، ورأى في الغوص في جواهر العلا الخفيّة أمراً ممتعاً وفي معالمها لغزاً لم يحلّ بعد. وهو ما أشار إليه بقوله: "كلّما تعرّفت عليها أكثر ازدادت جاذبيتها".

قي الواقع تجدد هذه الوجهة السياحية التاريخية العلاقة مع الطبيعة وتثير فضول محبي الاستكشاف. لذا، لا بد لكل من يهوى البحث عن الكنوز التاريخية المخفية في قلب الطبيعة، والدالة على تراث موغل في العراقة والقدم، من أن يقوم بزيارة العلا. وهي النصيحة التي وجهها غروند لمتابعيه في معرض تشجيعه إياهم على التوجه إلى هذه المدينة الساحرة.

شهادة حيّة من قلب العلا

"وطّدت علاقتي بأرض العلا، لأنني أطلق على نفسي اسم البدوي المسافر. فأنا أجوب العالم لأستكشف ارتباط الشعوب بالمفاهيم الإنسانية والعادات والتقاليد. أما في العلا، فجذبني ما هو أكثر من ذلك، أي الترابط بين المفهوم التراثي السياحي ومعالم الحداثة. فهناك يتم الاحتفاء بالفنون، الاستجمام، ممارسة الرياضة، عزف الموسيقى والقيام بكثير من النشاطات الترفيهية والفعاليات على مدار العام، في إطار تاريخي تراثي. لذا، أجزم أن العلا ستدهشني كلّما زرتها، فهي أيقونة سياحية تراثية بامتياز.

"استمتعت بتجولي في الحِجر، هذا الموقع الأثري الذي انضم إلى قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو، ونصحت متابعيّ بزيارته. تأملت مشهد المقابر الصخرية المذهلة التي يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 عام. وأتيحت لي الفرصة لتجربة القفز بمنطاد الهواء الساخن والتحليق فوق المناظر الطبيعية الصحراوية الساحرة في العلا. كان ذلك رائعاً حقاً!

"وأدعو عشّاق الأدرينالين الذين يزورون العلا إلى المشاركة في سباق الدبابات الرملية Buggy UTV لكي يتمكنوا من مشاهدة المناظر الطبيعية الصحراوية الخلّابة ومن الوصول إلى أماكن لن يصل إليها أي سائح آخر. كما أنصحهم بتجربة ركوب الخيل أو ربما ركوب الجمال.

"وأتذكر كم كان التحليق بالمروحيّة فوق العلا ممتعاً! فقد قمت بهذه التجربة التي لا تشبه أي تجربة أخرى مقابل 250 دولاراً أميركياً. وهكذا تمكنت من الطيران فوق كل أماكن العلا الرائعة في 30 دقيقة.

"وعدت بالزمن إلى الماضي أثناء زيارتي بلدة العلا القديمة المحفوظة بشكل مميز. وهي تجمع الطراز البدوي وأساليب العصور الوسطى. وأدهشني منظر صخرة الفيل، أي التكوين الصخري الطبيعي الضخم الذي يشبه بشكله الفيل. كما زرت واحة العلا حيث استمتعت بالاسترخاء وسط بساتين النخيل الهادئة ونعِمت بأوقات من السكينة قد لا أعيشها في أي مكان آخر.

" أما في موقع دادان الأثري فاكتشفت أطلال الحضارة العربية القديمة وسحرني مبنى مرايا (حيث التقطت العديد من الصور التذكارية). وهو أكبر مبنى زجاجي في العالم، وعرفت عند دخولي إليه أنه في الواقع قاعة مخصصة لإقامة الحفلات الموسيقيّة.

"ولا أنسى أنني اخترت فندق هابيتاس للإقامة في العلا. وأنصح المتابعين باختيار بانيان تري، المنتجع الصحراوي الساحر. لكنني للأسف، لم أختبر الإقامة في المخيمات الصحراوية، مثل مخيم مسارات. إذاً سأفعل هذا أثناء زيارتي المقبلة".

المملكة بعينيّ غروند

"حين زرت المملكة كصانع محتوى، وجدت كثيراً من المزايا التي تشكّل عوامل جذب للسيّاح، وأبرزها الاهتمام بالسياحة والسفر وسهولة التواصل. فالمملكة تستقطب أكثر مشاريع السياحة تنوعاً وأهمية. وهناك يمكن قضاء أوقات لا تُنسى وسط الطبيعة، كما يمكن ممارسة مختلف الهوايات. ولا بدّ لي من أن أشير إلى عامل جذب آخر وهو سهولة التنقل والاستكشاف. فقد لاحظت أن التنقل في المملكة بعيد عن التعقيدات، وهو ما يوفر فرصاً كثيرة للتعرّف على كل جواهر هذا البلد المخفيّة.

"كذلك أعُجبت بحفاوة الترحيب في السعودية وبدعم شعبها لثقافة بلده وبحسن ضيافته، سواء في المطاعم أو في أي صرح فني اجتماعي قمت بزيارته. وقد أظهرت مواقف عدة اختبرتها شهامة أهل هذا البلد وكرمهم.

"وإذا أردت وصف المملكة باختصار، أشير إلى أنها ملهمة بجوانبها كافة، الاقتصادية والسياحية والاجتماعية، لكلّ من يزورها. وأنا أرغب في زيارتها مجدداً للتعرّف على جانبها الآخر، الأخضر. وأعتقد أنها ستفاجئني وتدهشني مجدداً!

"ولا بدّ لي من الإشارة إلى أنني تناولت الأطباق الشعبية وجرّبت لحم الجمل والأرز والخبز العربي الشهي. لكن ما لفت انتباهي حقاً هناك، هو الحرص على تشارك المائدة، إذ يجتمع الناس لتناول الطعام. فلا تقلق، وإن كنت قادماً من الخارج، لأنك ستلقى الترحيب وتنعم بكرم أهل المملكة".

مدوّنة Traveltomtom

تصل قنوات Traveltomtom إلى أكثر من مليون متابع. ويخصّص غروند مدوّنته التي أطلقها في العام 2016 لتقديم معلومات عن مغامرات قام بها في مختلف أنحاء العالم، ونصائح بشأن كيفية السفر بتكاليف غير مرتفعة. كما أنه يرشد متابعيه من خلالها إلى أفضل أماكن الإقامة في العالم وإلى النشاطات التي يمكنهم القيام بها. وهو يُعدّ أيضاً دراسات عن دور مواقع التواصل الاجتماعي كمنصات تساهم في إنعاش قطاع السياحة والسفر والضيافة.

بدأ غروند السفر حول العالم في العام 2012 ، وهذا يعني أنه أمضى ما يقرب من 11 عاماً متنقلاً بين بلد وآخر. وهو يطمح إلى زيارة كل البلدان، علماً أنه سيتوجه قريباً إلى هاواي.

فقد تحوّل شغفه بالسفر إلى أسلوب حياة. وحين أطلق مدونة السفر الخاصة به، لم يكن يعلم أنها ستشجعه على الترحال حول العالم، في أي وقت وإلى أي مكان. لكنها أثبتت، مع مرور الوقت، أهميتها في إنتاج محتوى خاص بالسفر وملحقاته، اذ ينشر غروند تفاصيل كل رحلة يقوم بها إلى أي وجهة.

وتنظّم TravelTomtTom دورياً رحلات لمحبي الاستكشاف عبر منصتها. فإذا كنت من عشّاق استكشاف البلدان الجديدة، انضم إلى مجموعة TravelTomTom وسافر معها حول العالم. وهذا ما يشجعك غروند على فعله إذ يختتم اللقاء بقوله: "السفر يجعلني شخصاً أفضل في كل يوم أمضيه على الطريق. ولكل المغامرين أقول: لا تضيعوا الوقت، عيشوا الآن"!