طرق غير مألوفة لقضاء إجازتك في 2024

طرق غير مألوفة لقضاء إجازتك في 2024

من الرحلات متعددة الوجهات، إلى مغامرات استكشاف الحمض النووي، فالوجهات المخادعة، اكتشف أغرب الطرق لقضاء إجازتك هذا العام
12 يناير 24
Share

حين يتعين علينا اختيار وجهة سفرنا، لا شكّ في أننا نهتم بما يتوفر في مختلف أنحاء العالم من عروض توضح كيف وأين يمكننا قضاء إجازاتنا، وبالتغييرات التي تطرأ على عالم السفر. وفي هذا الإطار لا بد من أن نعود بالذاكرة إلى العام 2022، حينها  ساد مفهوم السفر الانتقامي، أي الترحال من أجل الاحتفال بالحرية بعد الخضوع للإجراءات الاحترازية التي جعلت كل سكان العالم يعيشون في قفص إثر انتشار فيروس كورونا. فبعد فتح المطارات، بتنا نختار الذهاب إلى أماكن رائعة نتوق لرؤيتها مجدداً أو ربّما للمرة الأولى، وأراد بعضنا استئجار فيلا والمبيت فيها مع أفراد العائلة أو برفقة أصدقاء لم نلتقهم خلال مرحلة الوباء. أما في العام 2023، فبات كثر يبحثون عن تجارب مختلفة أبعد من السفر نفسه. وفي هذا السياق، ارتفعت أعداد المسافرين على متن القطارات بدلاً من الطائرات، كما انتشرت طرق العلاجات التي تهدف إلى إشاعة السكينة في نفوس أشخاص يعيشون وسط الضجيج، وإلى الحد من انتشار الأوبئة والتلوث. أما مع حلول العام 2024، وبحسب دراسة أجرتها شركة هيلتون الفندقية، فيخطط أكثر من نصف محبي الترحال حول العالم (%64) لتعزيز ميزانية السفر الخاصة بهم. وفي هذا التقرير نسلط الضوء على بعض أنماط السفر الحديثة التي قد تتبعها أنت أيضاً في العام الجديد.

1- السفر حسب الطلب

لاحظ عدد من وكلاء السفر ازدياد عدد الرحلات التي يقوم بها شخصان من الأسرة، وذكروا أن المجموعات المسافرة تضم مثلاً أحد الوالدين وأحد الأبناء، أو الجد والحفيد، أو العمة وابنة الأخ أو ابن الأخ.

وهذا ما يوضحه توم باربر، المؤسس الشريك لشركة أوريجين ترافل المتخصصة في مجال السفر حسب الطلب، إذ يقول: "ربما يُعزى هذا التوجه إلى الوعود التي تم قطعها خلال فترة الإغلاق (كان كثر يقولون: عندما ينتهي كل هذا، سنذهب إلى هذا المكان)، أو ربما إلى توق الجميع إلى عيش حياة طبيعية وإلى قضاء المزيد من الوقت مع المقربين بعد حقبة الحجر".

 وإزاء هذا الواقع، أعادت الشركة إطلاق مجموعة عروض السفر بوندينغ هوليدييز: أي الرحلات التي تتيح قضاء أكبر عدد ممكن من الساعات مع مرافقين مقربين، والتي يتم خلالها استكشاف معالم جديدة، مثل عجائب ماتشو بيتشو في البيرو، أو التنقل على متن دراجة هوائية في شوارع إحدى المدن، مثل برشلونة الإسبانية. وهو ما تناولته تقارير خبراء السفر لدى شركة cazenove+loyd ووكالة Globetrender، إذ أشار هؤلاء إلى أن العام 2024 قد يشهد إقبالاً متزايداً على  السفر حسب الطلب وعلى "الوجهات التي تتيح للمسافرين فرصة التواصل مع أشخاص مقربين منهم".

2- السفر متعدد الوجهات

يعني هذا أن يقرر المسافرون الاستفادة من الرحلة لزيارة وجهتين مختلفتين على الأقل. وبالفعل شهد محرك غوغل ارتفاعاً بنسبة 456 % في أعداد الباحثين عن "رحلات متعددة الوجهات في منذ بداية العام 2023". ويبدو من خلال ذلك أن أزمة كوفيد 19 أحدثت تغييراً كبيراً في ما يتعلق بخيارات عشاق السفر.

وفي هذا السياق، يقول بن نيلسون، المؤسس والمدير الإداري لشركة السفر الدولية الفاخرة نيسلون ترافل: "يأتي إلينا العملاء الراغبون في الحصول على برامج عطلات متعددة الوجهات بأعداد لم نرها من قبل"، ويضيف: "أصبحت سيرينجيتي وزنجبار في تنزانيا من أكثر الأماكن جذباً للاهتمام، فهناك يمكن للمسافرين أن يشهدوا هجرة الحيوانات البرية التي تعرف باسم الهجرة العظيمة، قبل أن يواصلوا طريقهم إلى خط ساحلي معزول لم يمسه أحد في أرخبيل زنجبار".

وفي الإطار نفسه تتوقع هيلين تابوا من شركة السفر إنسبايرنغ ترافل ارتفاعاً في أعداد طالبي السفر متعدد الوجهات إلى منطقة البحر الكاريبي. وتعزو هذا إلى إطلاق خطوط رحلات جوية جديدة، مثل ترايد ويند أفييشن بين أنتيغوا وأنغيلا، وسانت بارثس وأنغيلا، وخطوط كايمان الجوية التي تسيّر رحلات من بربادوس إلى غراند كايمان. كذلك تزايد الطلب على الرحلات الداخلية بين الجزر في كل من المالديف واليونان، فيما أطلقت مؤخراً رحلات طيران بين تاهيتي وجزر كوك، ما يعني أن هذه الوجهات أصبحت خياراً رائعاً لمحبي السفر متعدد الوجهات. وهو ما يؤكده جيمس بيل، المدير الإداري لشركة السفر الراقية ذا توركواز هوليداي.

3 – السفر الهادف

تزدهر في السنوات الأخيرة "السياحة التطوعية"، ويعني هذا أن المسافرين يشاركون في أعمال إنسانية وخيرية. وبات هذا النوع من الرحلات السياحية يثير اهتمام عدد كبير من الأشخاص ويشجعهم على خوض تجارب جديدة ويمكنهم من الاستمتاع بنتائجها الإيجابية. وفي هذا السياق، لاحظت شركة كرافت المتخصصة في تنظيم الرحلات السياحية، زيادة في الإقبال على هذا النوع من الرحلات المنسقة بنسبة 112% في العام الماضي. بالفعل باتت الاستدامة، والمسؤولية الاجتماعية، والحفاظ على البيئة تشكل حجر الأساس لأي عمل تطوعي قد يرغب المسافرون في المشاركة فيه من خلال بذل وقتهم وأموالهم.   

وبالحديث عن هذه التجربة، تقول جوليا كارتر، مؤسسة ومديرة شركة كرافت للسفر: "يظهر الاهتمام المتزايد بالسفر الهادف أولاً في أوساط جيل الألفية الثالثة والمسافرين الذين تطلق عليهم تسمية الجيل إكس (الذين يسافرون من أجل تزويد أبنائهم بتجارب تعليمية حقيقية والاسترخاء برفقة العائلة). فهؤلاء يلجؤون إلى خدماتنا بشكل متزايد". وتضيف: "أصبح هؤلاء المسافرون الذين يتحلون بالمسؤولية الاجتماعية والبيئية، والذين نشأوا في عصر الإنترنت والإبداع التكنولوجي، أكثر اهتماماً بالحد من الانعكاسات السلبية على البيئة أثناء السفر. وتُعد رحلات السفاري، مثل تلك التي ننظمها في إطار مخيمات بوش الأفريقية، محطة مهمة تساهم في تغيير رؤية الناس للأمور. ولا أنسى أنهم يشاركون من خلال هذه الرحلات في الحفاظ على المناظر الطبيعية والبيئة التي يتطلعون إلى استكشافها".

وفي هذا السياق، يقدم منتجع جزيرة هوفافين فوشي الجميل في جزر المالديف لضيوفه فرصة زراعة المرجان برفقة علماء الأحياء البحرية، وهي تجربة لن ينسوها يوماً، علماً أنه يتم توثيق نتائجها من خلال صور ترسل إليهم لاحقاً.

4- التزلج الصديق للبيئة

من المنتظر أن تصبح عطلات التزلج الصديقة للبيئة توجهاً أساسياً في العام 2024. وهو ما تؤكده ليزي نيلسون، مستشارة التزلج في شركة نيلسون للسفر، إذ تقول: "شكل الإغلاق الأخير لمنتجع لا سامباي الشهير في فرنسا، بفعل قلة الثلوج، تذكيراً للمتزلجين بالتأثير الحقيقي والملموس للسفر وللتزلج غير المسؤول على البيئة"، وتضيف: "يظهر الناس اهتمامهم الكبير بالبيئة حين يأتون إلينا من أجل القيام برحلات تزلج".

وانسجاماً مع التغيير الذي طرأ على أفكار كثير من سكان العالم، أطلقت شبكة خطوط سكة الحديد يوروستار خطاً جديداً لقطار التزلج يمتد من لندن إلى مدينة ليل الفرنسية، ويتوقف، خلال موسم 2023-2024 في محطة تقع بين المدينتين الفرنسيتين، شامبيري وبورغ سان موريس. ويشكل هذا أول خدمة تزلج تديرها يوروستار منذ ثلاث سنوات. كذلك بدأت شركة السياحة Inghams Ski مؤخراً بتقديم عروض تشمل رحلات بالقطار إلى 22 منتجعاً تقع في أربع دول تجتازها جبال الألب. وتنطلق هذه الرحلات أيضاً من لندن، وتهدف إلى توفير تجارب سفر مستدامة. وتشكل ملابس التزلج الخالية من المواد الكيميائية والقابلة لإعادة التدوير جزءًا أساسياً من هذه التجربة.

5- رحلات استكشاف الحمض النووي

تشير الأرقام إلى أن موقع علم الأنساب، إنسيستري، يشهد أكثر من مليار عملية بحث شهرياً، فيما سجل الموقع المنافس له، فاميلي سيرش، دخول أكثر من 200 مليون زائر في العام 2022. وقد أتاح انتشار الوباء للكثيرين الوقت الكافي للبحث في تاريخهم الشخصي. وشكل هذا تمهيداً لبدء موجة سفر من نوع مختلف، حيث يسعى المسافرون إلى استكشاف أصولهم.   

بالفعل لاحظت شركة Cazenove+loyd طفرة في ما يسمى رحلات الأسلاف أو رحلات استكشاف الحمض النووي، وهي رحلات تنظم  لتمكين المسافرين من معرفة المزيد عن أصولهم. وغالباً ما يتضمن برنامج هذه الرحلات لقاءات غداء مفاجئة يشاهد خلالها المسافر صوراً لأقارب راحلين. 

ويؤكد توم مارشانت، أحد القيمين على شركة بلاك توميتو، تنامي اتجاه مماثل أطلق عليه تسمية "ممرات الذاكرة". ومن خلاله تتم مساعدة السائحين على التخطيط لرحلات خاصة استناداً على "أسفار قام بها أفراد من أسرهم أو عدد من أصدقائهم المقربين في سنوات ماضية".

6- الرحلات الشخصية

هل تتوق إلى رؤية صورة زفافك وقد وضعت على الطاولة المجاورة للسرير في غرفتك الفندقية؟ وماذا عن كتابة الأحرف الأولى من اسمك على غطاء وسادتك ومنشفتك، وعن الرغوة البيضاء ومكعب الثلج في مشروبك اللذيذ؟ في الواقع، اختبرنا كل هذه المزايا بشكل مباشر في فندق جميرا كارلتون تاور في نايتسبريدج وأحببناها. ويبدو أن تنظيم الرحلات سيصبح أكثر تطوراً في المرحلة المقبلة، وأنه سينتقل بتقديم الخدمات الخاصة إلى مستويات راقية جداً. 

وتعليقاً على ذلك تقول آنا بيكيتوف، نائبة الرئيس المساعدة لوكالة الاتصالات فين بارتنر: "تسعى بعض الفنادق التي نتعاون معها إلى تقديم خدمات خاصة تهدف إلى التأثير على الضيوف، وذلك من خلال طرح عدد كبير من الأسئلة على هؤلاء قبل وصولهم، أو توفير مساعدين شخصيين عبر تطبيق واتساب يمكنهم تلبية كل الطلبات".

ويعتقد تيم هنتشيل، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لموقع HotelPlanner.com، أن الذكاء الاصطناعي سيسرع عملية التقدّم في مجال تخصيص الرحلات، ويتابع: "نعتقد أن العام 2024 سيشهد استخدام مزيد من الفنادق لتقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل تطبيقات المراسلة شات بوت وأنظمة تسجيل الوصول والدفع، من أجل تقديم خدمات تناسب احتياجات الزائر وتلبي كل تطلعاته".

وكمثال على ذلك، نذكر منتجع زلال الصحي التابع لشركة شيفا سوم في قطر، ومنتجع شيفا سوم الأساسي الكائن في مدينة هوا هين في تايلاند، وهو يوفر اختبار العافية الجينية الذي يساعد على تشخيص الأمراض الجينية مثل السرطان. وقد يساهم هذا في معرفة الشفرة الوراثية للضيوف وربما في "اكتشاف مدى استعدادهم للمعاناة من بعض الأمراض الخطرة والاضطرابات الصحية التي قد تؤثر على حياتهم. وهكذا يمكن هؤلاء معرفة المزيد من المعلومات عن حالتهم الصحية، ما قد يشجعهم على اعتماد أنظمة حياتية طويلة الأمد تحد من إصابتهم بالأمراض".

7- التعاون بين مصممي الأزياء والفنادق

خلال الصيف الماضي أطلقت دار فندي الإيطالية أول نادٍ شاطئي مؤقت في منتجع بونتو رومانو في ماربيا. وتمت لهذه الغاية إعادة تصميم المكان وتزيينه بألوان ومطبوعات وخطوط رمزية تعكس أجواء مجموعات دار الأزياء. كذلك استحوذت دار ديور الفرنسية على شاطئ منتجع فور سيزونر في بالي. وفي إطار مماثل، سيشهد ربيع العام 2024 افتتاح فندق 100 برنسز ستريت في إدنبرة في اسكتلندا، ومن المنتظر أن يذكر هذا المكان بتصميمه وأجوائه بالمصمم الراحل ألكسندر ماكوين. كما سيفتح فندق لوس فيليز ايبيزا أبوابه أمام الضيوف في يونيو المقبل، ليصبح "أول فندق أزياء في العالم". وإلى جانب تأثير بالم سبرينغز وحقبة الستينيات الذي يظهر من خلال ألوان الباستيل الناعمة، تبدو كل عناصر الهندسة المعمارية والديكور الداخلي في المكان مستوحاة من عالم الموضة، علماً أنه تم تخصيص جناح لكل مصمم.

وفي باريس، أكد نيكولا غيسكيير، المدير الإبداعي لأزياء السيدات في دار لويس فويتون، أن "أكبر علامة تجارية فاخرة في العالم ستفتتح، في جادة الشانزليزيه في العاصمة الفرنسية متجراً، مساحة ثقافية، وفندقاً تحمل توقيع المهندس المعماري بيتر مارينو".

8- السفر إلى الفضاء

يقدم موقع شركة زيفالتو Zephalto الإلكتروني عروضاً جديدة قد يصعب تصديقها. في الحقيقة، لم يعد الأمر بالنسبة إليه يتعلق بالمطاعم الراقية الحائزة على نجمة ميشلان فقط، بل تخطى ذلك، إذ سيمكّن الموقع المسافرين من ركوب منطاد الهواء الساخن المتجه إلى الفضاء بحلول نهاية العام 2024.

وقد صممت الشركة الفرنسية كبسولة سيليست الصديقة للبيئة والمحمولة على منطاد بأسلوب مبتكر من أجل نقل الركاب إلى طبقة الستراتوسفير. ويحمل التصميم توقيع المهندس المعماري الفرنسي جوزيف ديران الذي صمم متاجر بالمان وجيفنشي في باريس، بالإضافة إلى مطاعم مثل لولو وموسيو بلو.

وتنطلق الر حلة، التي تستمر ثلاث ساعات، داخل الكبسولة من فرنسا لتصل إلى ارتفاع 25 كيلومتراً فوق سطح الأرض. وخلالها يمكن المسافر مراقبة المنحنى الكروي للأرض بعيداً عن كل التلوث الضوئي. وبحسب زيفالتو، "سيجد الضيوف أنفسهم يسبحون في ظلام الفضاء، لكنهم سيستمتعون بروعة الضيافة وبمعايير السلامة عالية الجودة"، علماً أن التجربة آمنة تماماً ومتاحة للجميع. واللافت أن سيليست تحتاج إلى كمية قليلة من الكربون لتأمين رحلة فضائية صديقة للبيئة.

وعلى هذا يعلق ديران قائلاً: "آمل أن تساهم هذه الرحلات في تغيير نظرة الضيوف إلى الأرض، كوكبنا الجميل، وفي دفعهم إلى البحث عن أفضل الطرق لحمايتها". ويبلغ سعر التذاكر الإجمالية 120 ألف يورو للشخص الواحد (491 ألف ريال سعودي تقريباً)، وقد أعلن سابقاً أن الحجز المسبق سيصبح متاحاً مطلع هذا العام.

الموقع الإلكتروني: zephalto.com

9- الوجهات المخادعة

ما النتيجة التي يمكن الحصول عليها عندما يلتقي الانكماش الاقتصادي الذي شهدته مرحلة ما بعد جائحة كورونا، وملايين الأفكار المبدعة في كل أنحاء العالم، عبر تيك توك؟ الإجابة هي: وجهات سفر جديدة مثيرة للاهتمام تحمل اسماً جذاباً. وتطلق على هذه الوجهات صفة "المخادعة"، لأنها لا تتمتع بشهرة كبيرة وتشكل البديل لوجهات أساسية معروفة في العالم. وفي هذه الحالة يتم تسليط الضوء عليها كأماكن لقضاء العطلات عبر الهاشتاغ dupe#.

ومن الأمثلة على ذلك، بحسب تقرير أصدرته إكسبيديا، نذكر جزيرة باروس اليونانية التي قد تعد بديلاً لسانتوريني الشهيرة، ومدينة ليفربول الإنكليزية التي باتت تطرح كوجهة بديلة للعاصمة البريطانية لندن، ومدينة ممفيس التي قد تحتل موقع ناشفيل في الولايات المتحدة الأميركية. إذاً حان الوقت للتعرف على وجهات جديدة لم نفكر كثيراً في زيارتها. 

10- الرحلات داخل السعودية

Taif Sunset Spotlight

وماذا عن المسافرين السعوديين؟ ماذا عن وجهات سفرهم وطرق قضائهم إجازاتهم في العام 2024؟ بحسب ما أظهرته بيانات "سوق السفر العالمي" التي نشرت في نوفمبر 2023، وقع اختيار معظم السيّاح السعوديين، في أيام إجازتهم، على تجارب الاستكشاف والاسترخاء داخل المملكة. وأظهرت هذه البيانات زيادة في حجم الرحلات الداخلية بنسبة 37% مقارنة بالفترة الزمنية نفسها من العام 2019، ما قبل انتشار جائحة كورونا. ووفقاً لبحث أجرته شركة المسافر الرائدة في المملكة العربية السعودية، تعتبر الرياض وجدة والدمام ومكة وأبها "الوجهات السعودية الأكثر جذباً للسكان المحليين"، فيما تشهد العُلا والطائف ونجران ارتفاعاً ملحوظاً في عدد زائريها.

11 - العطلات البطيئة

تشهد المملكة العربية السعودية تطوراً سريعاً في معظم المجالات. أما في مجال السفر، فيبدو أن السكان المحليين والقيمين عليه يتفقون على أنه لا بد من اعتماد خطة الرحلات  البطيئة. وفي هذا السياق، قامت شركة ماريوت بونفوي ووكالة فورسيت بتحليل خطط العطلات التي تمّ وضعها للسنوات الثلاث المقبلة، من خلال متابعة 14 ألف مسافر في أوروبا والشرق الأوسط، وذلك قبل نشر تقرير اتجاهات السفر المستقبلية للعام 2024. وتبين من خلاله أن 77% من السعوديين أمضوا بالفعل ما يسمى "عطلة بطيئة" وأن 80% قد يختبرون هذا النوع من العطل قبل العام 2027، ما يعني "أن يحظوا بالوقت الكافي لاستكشاف أي بلد ومعرفة المزيد عن ثقافته المحلية، بعيداً عن التكنولوجيا وعن تأثيرها على البيئة".

في الواقع، تُعد الاستدامة معياراً أساسياً يعتمده السعوديون لتحديد وجهة سفرهم المقبلة، حيث يقوم 70% منهم بالتحقق من الشهادات البيئية الخاصة بآخر مكان أقاموا فيه، ويبحث 42 % في التأثير البيئي لخطط عطلاتهم، فيما قد ينفق 78% منهم مبالغ إضافية للإقامة في أماكن تلتزم بمعايير الاستدامة.