السفر في 2024: قائمة الأمنيات

السفر في 2024: قائمة الأمنيات

هل تخطط للسفر؟ إذاً إليك بعض الأفكار التي يطرحها مستكشفون، مبدعون ورواد أعمال سعوديون. فهم يكشفون في هذا التقرير الوجهات التي يعتزمون الذهاب إليها في العام 2024، ويرشدونك إلى أفضل المطاعم، المقاهي، الفنادق، والمرافق الثقافية التي يمكنك زيارتها في مختلف أنحاء العالم
16 يناير 24
Share

الأميرة نورة الفيصل

الأميرة نورة الفيصل، هي مصممة مجوهرات نون جويلز ومؤسسة أظلال، الشركة الاستشارية في مجال التصميم التي تسعى إلى تقديم المساعدة للمصممين المقيمين في المملكة العربية السعودية. نشأت بين الرياض، باريس، ولندن، وعاشت حياة حافلة بالتأثيرات الفنية والثقافية والإبداعات البصرية. 

الوجهات المفضلة: تأمل الأميرة نورة المُحبة للسفر والترحال أن تقودها خطاها في العام 2024 إلى وجهات مثل سان فرانسيسكو، اليابان وباتاغونيا. وهذا ما تعبر عنه بقولها:"لم أستكشف الولايات المتحدة الأميركية حقاً، وآمل أن أتمكن من زيارة سان فرانسيسكو مع أفراد من عائلتي". فالسفر، لا يعني بالنسبة إليها، زيارة وجهات تتضمّنها قائمة أمنياتها، بل إنه يرتبط بتوسيع الآفاق، بالتعرف على الثقافات المختلفة، على الناس، كما بالحصول على استراحة أثناء التنقل من مكان إلى آخر. وهو يعزز أيضاً قدرتها على الإبداع، وبالحديث عن ذلك تضيف: "أبدي اهتماماً خاصاً بالهندسة المعمارية التي تتميز بها المدن المختلفة وبالمناظر الطبيعية التي أشاهدها أثناء ترحالي. أرى أنه من المهم جداً التفاعل مع الثقافات المتنوعة لأن هذا يساعد على رؤية العالم من زاوية مختلفة". في الواقع تخطط المصممة للقيام برحلة إلى اليابان برفقة أشقائها، علماً أنها زيارتها الثانية لهذا البلد: "كانت زيارتي الأولى لليايان عبارة عن جولة قيادة، أما أثناء الزيارة الثانية فأعتزم التركيز على الطعام، فأنا وأشقائي نحب الطعام إلى حد كبير، ولا يسعني انتظار بدء هذه الرحلة".

كذلك تخطط الأميرة السعودية للقيام، برفقة أشقائها أيضاً، بجولة قيادة أخرى في بتاغونيا، في وقت لاحق من هذا العام. ولأنها ركزت خلال الرحلات الأخيرة التي قامت بها في العام 2023 على العمل والدراسة، باتت تتوق إلى الاستمتاع بأشعة الشمس وبمنظر البحر الرائع أثناء جلوسها على متن مركب شراعي خلال عطلتها الصيفية المقبلة. وفي هذا السياق، تتذكر عطلتها الأخيرة حيث انطلقت في رحلة عبر بحر إيجه من الشواطئ اليونانية: "هي رحلتي السنوية، أخطط لها وزوجي كل عام. لذا، أنتظرها بفارغ الصبر. فزوجي بحار وأنا أعشق الغوص الحر، والإبحار ملاذنا المثالي". 

وحين تُسأل عن إحدى وجهاتها المفضلة، تجيب الأميرة من دون تردد: "نعم، إنها سنغافورة". وتتحدث عنها مشيرة إلى حيويتها وإلى أجوائها التأملية الملهمة. وتتابع: "هناك، تلاحظ التنوع الثقافي في كل مكان، كما أن الطعام رائع". وتشير إلى أنها تسير على خطى أشقائها كلما سافرت برفقتهم، فتقول: "يتولى أشقائي قيادة الرحلة، فيما أفضل اتباع خطواتهم"، لافتة إلى أن هذه القاعدة ستنطبق على رحلتها المقبلة إلى اليابان.

وترى نورة أن الطريقة الأفضل لاستكشاف أي مكان جديد هي السير لمسافات طويلة. ولا تتردد في هذا السياق في الإشارة إلى أن المعارض الفنية والمتاحف هي أكثر المواقع جذباً بالنسبة إليها. "أحب التجوّل والذهاب إلى حيث تأخذني قدماي"، توضح قبل أن تتذكر تلك الجولة التي قامت بها في سان جيرمان في باريس مع صديقتها: "فيما كنا نسير في الساحة، استوقفتنا شابة كانت تغني الأوبرا من دون مصاحبة موسيقية. حينها تجمع الناس حولها وأصغوا إلى غنائها بصمت. كانت تلك اللحظات مميزة، وكان صوت المغنية رائعاً". وحين يتعين عليها ذكر أفضل المطاعم بالنسبة إليها تقول: "قد تبدو إجابتي غير منتظرة، لكنني أحب الطعام الذي يقدم على ساحل أمالفي، وخصوصاً ثمار البحر. المذاق رائع والمكونات طازجة والأطباق بسيطة، علماً أنني كثيراً ما أفضل الأطباق المحلية".


مشهور النصار

حسن الاختيار والتنظيم قاعدتان يرتكز عليهما إبداع مصمم الديكور مشهور النصار في مركز عمله، أي استوديو MKN الكائن في الخبر. فهو يتميز بحسّه الانتقائي الذي يتأثر إلى حد كبير بتجاربه وأسفاره، ويساعده على إحداث تحوّل كبير ومذهل في منازل عملائه السعوديين. لذا، تراه يبحث دائماً عن مصادر إلهام لإبداعاته في عالم الديكور، الأثاث والأكسسوارات المنزلية. 

الوجهات المفضلة: يعتزم المصمم التوجه إلى باريس في يناير المقبل، من أجل حضور معرض التصميم Maison & Objet. ويبدو أن العاصمة الفرنسية تشغل مكانة مهمة لديه، إذ يقول في وصفها: "باريس هي إحدى المدن المفضلة لدي، وأنا أبدي إعجابي الشديد بهندستها المعمارية الفرنسية، بتصاميمها الداخلية، كما بإيقاع الحياة فيها. يصفني أصدقائي بعاشق فرنسا، قد يبدو هذا أمراً عادياً، لكن ما أشعر به حقاً هو أن المدينة تتسم بطابع لا يمكن وصفه، إذ تبدو دائمة الشباب والحيوية". وهو يرى أنه يمكن القيام بكثير من النشاطات في باريس، لافتاً إلى أنه يبدأ يومه بالمشي الصباحي في اتجاه المستديرة السادسة عشرة. فهناك يفتح أحد متاجر الحلويات المفضلة لديه أبوابه أمام الزبائن: باتيسري سيريل لينياك. وعنه يقول: "أعتقد أنهم يصنعون أفضل أنواع الكرواسان في باريس. وعادة ما أتوجه بعد ذلك إلى سان جيرمان. أحب هذا المكان، فهناك تجد صالات العرض الفني، متاجر الأثاث والمقاهي المحلية. أما أفضل هذه الأماكن بالنسبة إليّ فهو مقهىLe Petit Lutetia الذي يقع على بعد مسافة قصيرة سيراً على الأقدام عن متجر لو بون مارشيه  الباريسي الشهير. وهناك يمكنك الاستمتاع بالأطعمة المحضرة بعناية وبطعم موس الشوكولاته اللذيذة". 

وإذ تحفل العاصمة الفرنسية بالمواقع الثقافية والفنية، مثل صالات العرض والمتاحف، يحرص مشهور، كلما زار المدينة، على التوجه إلى قصر باليه رويال كما إلى متحف الفنون والحرف. ويوضح ما يدفعه إلى ذلك بقوله: "تقام هناك معارض فن وتصميم مثيرة للاهتمام. وهذه المرة، أخطط لمشاهدة مجموعة بينولت، زيارة متحف لورانجري، والتجول في المعارض الفردية التي تقام في محيط ساحة فوج أو الساحة الملكية. بالفعل، أشعر بكثير من المتعة حين أسير في محيط المدينة وأمتلئ بجمالها. ولا يسعني إلا أن أذكر المستديرة الثالثة، فهي تتميز بمتاجرها التي تشكل جزءًا من مبان قديمة وتتسم بتصاميم عصرية. ويشكل هذا التناقض مشهداً مثيراً للاهتمام".

وحين يحل فصل الربيع، يبدأ مشهور رحلته بين مختلف المدن الصينية. وإذ يشير إلى أن عمله هو ما يدفعه إلى ذلك، يضيف: "آتي بالمواد من شمال أفريقيا، أوروبا وآسيا"، لافتاً إلى أنه سيعود إلى الصين في وقت لاحق بحثاً عن الأدوات المنزلية التي يصنعها الحرفيون: "أخطط لقضاء مزيد من الوقت في مدينة هانغتشو التي تشتهر ببحيرتها الغربية ذات المياه العذبة النقية، والتي تعتبر موطناً لكثير من قصص الحب الصينية الأسطورية. كذلك تعرف هذه المدينة بأنها منشأ زهرة الأسمانثوس التي تستخدم لصناعة العطور والشاي. ومن أجل التعرف عليها أكثر، لا بد للسائح من تذوق أطباقها النباتية اللذيذة". وبعد هذه النصيحة يؤكد مشهور أن قائمة رحلاته لهذا العام تشمل مدناً في شمال أفريقيا مثل تونس التي تشتهر بالأعمال الحرفية والتي تعد موطن العديد من المصممين الكبار والناشئين ونقطة تلاقٍ بين الشرق والغرب. ويصفها المصمم بالقول: "أرى في تونس مساحة ملهمة، إذ تتسم بمناظرها الآسرة وسفوح جبالها التي تمتد حتى الشاطئ. ولا أنسى شوارعها المرصوفة بالحصى، منازلها البيضاء ذات الأبواب الزرقاء التي تنتشر على تلال سيدي بو سعيد شديدة الانحدار، فضلاً عن نباتات البوغنفيليا المتسلقة الرائعة ذات الألوان الحمراء والبيضاء والتي تشكل المشهد التونسي الأصيل".  


آلاء أبانمي  

ولدت آلاء في الرياض ونشأت في الولايات المتحدة الأميركية، وهي مدربة يوغا معتمدة واختصاصية في مجال العناية الصحية الشاملة. أسست شركة "امتنان" التي تهتم بتقديم الحلول لمختلف المشاكل الصحية في السعودية. وهي تقيم حالياً في جدة، وحين تتحدث عن السفر، تشير إلى أنها تبحث غالباً عن السكينة والهدوء.  

الوجهات المفضلة: ترى آلاء أن السفر ينعش الروح والذهن ويساعد على رؤية الأمور بوضوح: "من المفيد جداً أن تتفاعل مع الثقافات المختلفة". وهذا العام قررت توضيب حقائبها والتوجه إلى عاصمة كوريا الجنوبية، سيول. ولدى سؤالها عن سبب اختيارها سيول، تجيب: "هي إحدى أكبر المدن في آسيا، تتميز بأنها تقليدية إلى حد كبير من ناحية وعصرية ومتطورة من ناحية أخرى. وقد شعرت يوماً بالفضول وقررت استكشاف فنونها، ثقافتها، ومشهدها العام. وهكذا قرأت معلومات عن معلم شاي من سيول وآمل أن أتمكن من زيارته". وبعد تعبيرها عن توقها إلى مشاهدة مراسم تحضير الشاي، تذكر مركز يوغا ميلميلا الذي يؤمن لرواده مساحة هادئة تشعرهم بالسكينة وتدعوهم إلى التأمل في وسط المدينة. ويضم المركز استديوهات يمكن هؤلاء أن يمارسوا فيها رياضة اليوغا على مقربة من جبل نمسان. إذاً لا عجب في أن تنصح آلاء الجميع بالذهاب إلى هذا المركز عند زيارة العاصمة الكورية الجنوبية. وتضيف إلى ذلك القيام بجولة في جزيرة نامي، مدينة بوسان، وفي أسواق المدينة المحلية، فضلاً عن تناول المشاوي اللذيذة في شوارعها.

وفي السياق نفسه، ترى المدربة أنه لا يتم الحديث عن البرتغال عادة كوجهة مهمة. وإذ تصفها بالجوهرة الأوروبية، تشير إلى أنها تخفي كثيراً من أسرار الثقافة والتاريخ، مضيفة: "أحبها جداً، كما أتوق إلى زيارة بعض فنادق ومطاعم لشبونة وبورتو المميزة. ولا أنسى ذكر الناس الودودين فعلاً. في الحقيقة، يعيش بعض أصدقائي هناك ويمكنهم مساعدتي من خلال تحولهم إلى أدلاء سياحيين محليين". وتذكر أنها أمضت إحدى إجازاتها مؤخراً في بلدة كمبورتا البرتغالية حيث أقامت في مكان الضيافة الجديد سوبليم كمبورتا. وعنه تقول: "كان ذلك رائعاً حقاً! فالفندق يقع على مقربة من المحيط، وهو يعتمد مفهوم الإقامة النظيفة والصديقة للبيئة والعضوية. وهناك تحضر الأطباق من مكونات يتم إحضارها من حديقة الفندق الخاصة أو من بعض المصادر المحلية. يبدو هذا مناسباً جداً لأسلوب حياتي".      

كذلك تبحث آلاء خلال رحلاتها عن الأمكنة التي تبث الطاقة الجيدة. وهي تقول في هذا الصدد: "أحياناً، وقبل أن أذهب إلى وجهة ما، أقوم ببعض الأبحاث لكي أختار الأماكن التي يمكنني زيارتها بناء على التجربة التي أرغب في عيشها". وإذ تعبر عن توقها الدائم إلى الشعور بالاسترخاء والسكينة تضيف: "أفضل الوجهات المفعمة بالحيوية وحيث يمكنني لقاء الناس الأصليين واختبار تجارب ملهمة للقلب والعقل. وفي هذا السياق لا أتردد في الجلوس إلى مائدة مطعم عائلي تقليدي يقدم خدماته للسكان المحليين، بدلاً من الذهاب إلى آخر حائز على نجمة ميشلان". وانطلاقاً من طبيعة عملها، تبحث خبيرة اليوغا أيضاً عن مواقع تمكنها من ممارسة مختلف النشاطات وسط الطبيعة. فهي تهوى السباحة، تسلق الصخور وممارسة اليوغا في الأماكن التي تقصدها لقضاء عطلاتها: "عندما أزور وجهة ساحلية، أحرص على العثور على شواطئ خفية وهادئة حيث يمكنني التأمل. أحب البقاء بمفردي وسط المعالم الطبيعية، وأتوق إلى تسلق الجبال لأستمتع بالإطلالات الرائعة بعيداً عن كل شيء". كذلك تُعتبر بالي في إندونيسيا وجهة لا مثيل لها بالنسبة إلى آلاء التي تبدي إعجابها بمدرجات الأرز وبالشواطئ الواسعة التي تدعو كل مسافر إلى الاسترخاء في أحضان الطبيعة الساحرة. وهي تذكر أيضاً وجهات أخرى مثل مدينة أثينا وجزيرة كورفو في اليونان والعاصمة اللبنانية بيروت ونواحي مختلفة مناسبة لقضاء عطلة لا تنسى. وماذا عن الطعام؟ في الواقع، تختار آلاء الأطباق المتوسطية واليونانية، ولا تنسى أخيراً أن تشير إلى أنها تهوى أيضاً جمع أنواع الشاي، البخور، الكتب والأدوات الموسيقية لإضافتها إلى صندوق تذكاراتها.


خلود عطار

حين نتحدث عن خلود عطار، لا بد من أن نذكر أنها مؤسسة دار كاف KAAPH للدعاية والإعلام ومديرتها الإبداعية. وهي تعتبر إحدى النساء الرائدات في المجال الإبداعي في المنطقة. كما أنها من الداعمين للنهضة الثقافية ومن رائدات الأعمال البارزات في السعودية.  

الوجهات المفضلة: تؤدي خلود مهمة استكشاف العالم على أكمل وجه، وقد زارت حتى الآن 85 بلداً. وبالحديث عن رحلاتها تقول: "أعددت قائمتي"، مشيرة إلى أنها تعتزم الذهاب إلى البلدان الاسكندينافية، ومضيفة: "أشعر بالحماس وأريد مشاهدة الشفق القطبي الشمالي، بل أتوق إلى الإقامة في أحد أكواخ الإسكيمو. لا شكّ في  أنني سأتمكن من النوم تحت الأرض في أحد هذه المساكن الصغيرة، ومن رؤية الشفق عبر سقفه المنحني. كذلك أتطلع إلى زيارة أحد  الفنادق الجليدية". وفي هذه الوجهة، تخطط خلود أيضاً للإقامة في فندق تري هوتل وللاستمتاع بمشروباته الشهيرة المحضرة من التوت المحلي والصنوبر. وفي عاصمة الدانمارك، كوبنهاغن، تتوق إلى تأمل تمثال حورية البحر الصغيرة للفنان إدفارد إيركسن. ولأنها تهتم بالتصميم وبكل ما يرتبط بهذا النوع من الإبداع، لا تفوت خلود فرصة زيارة متاحف التصميم في إطار رحلاتها المختلفة.

وفي العام الماضي، سافرت برفقة مجموعة من أصدقائها إلى بودابست وتوقفت في مقهى نيويورك الشهير. وعن تفاصيل الرحلة تقول: "توجهنا بعد ذلك على متن قطار إلى فيينا من أجل مشاهدة لوحة "القبلة" للرسام الرمزي النسموي غوستاف كليمت. وفي العام المنصرم، حضرت حفلاً موسيقياً لفرقة الروك الإنكليزية، كولدبلاي، في زيوريخ، وكانت الأجواء رائعة". كذلك تضمنت قائمة الرحلات العائلية التي قامت بها في العام نفسه زيارة إلى مدينة ماربيلا الإسبانية وأخرى إلى مدينة اسطنبول التركية: "جلست برفقة أصدقائي في مطعم بايلن، استمعنا إلى الموسيقى التركية، استرجعنا ذكرياتنا واستمتعنا بمشهد البوسفور". وهكذا تشعر خلود بعد عودتها من كل رحلة بأنها مفعمة بالطاقة، مليئة بصور الفن والموسيقى والطعام. وتؤكد أن السفر يشكل مصدر إلهام لها في إطار عملها ومشاريعها.

ولا تنسى الحديث عن فييتنام التي شكلت لسنوات لغزاً بالنسبة إليها. فقد شعرت بالتردد قبل زيارتها، وهو ما توضحه بقولها: "سمعت أن الحرب دمرت فييتنام وأثارت حنق شعبها وجعلت السكان غير ودودين. كذلك سمعت قصصاً تروى عن قهوة البيض الخاصة بهم ولم أرد تجربة مذاقها. لكنني أحببت فييتنام! واكتشفت حقيقة الناس والقهوة، وعرفت أن هؤلاء ودودون للغاية وأن قهوتهم حلوة ولذيذة. لذا، أحث الجميع على تناول طعام الشارع في هانوي وعلى إنهاء الوجبة بشرب القهوة في مقهى قديم. وأذكر هنا ذا نوت كوفي حيث تظهر، على الطاولات، الكراسي، وفي كل مكان، ملصقات كتب عليها الزوار الذين أمّوا المكان من مختلف أنحاء العالم ملاحظاتهم. لذا، تساءلت عن فحوى الرسالة التي يتعين عليّ تركها بدوري والتي قد أعود لأبحث عنها بعد سنوات عدة. وأنصح كل من يرغب في زيارة فييتنام بالإقامة في منتجع أمانوي الساحلي الذي يضم مساحات شاطئية وجبلية وغابة. إنه مكان مذهل فعلاً". وإذ ترغب خلود في الغوص في ثقافة كل مكان تزوره، فهي تحرص على التعرف على فنونه وأطباقه، بل على شعبه. لذا، تخوض المحادثات مع السكان المحليين لكي تعرف المزيد عنهم وعن مدينتهم: "غالباً ما يبدأ يومي من مكان ما وينتهي بطريقة غير متوقعة، فأنا أعيش الأجواء المحلية، والجوهر الثقافي لكل مكان أزوره، سواء كان مطعماً أم متحفاً، حتى النهاية". 


لولو الحسن

ولدت لولو في مدينة يوجين، في أوريغون في الولايات المتحدة الأميركية، ونشأت في السعودية حيث أصبحت مصممة أحذية فاخرة. ومنذ إطلاقها علامة الأحذية الخاصة بها، لو فكسن، بدأت المصممة المقيمة في جدة، رحلتها في عالم الجمال والأكسسوارات. وباتت تقوم، بعد ذلك، بمهمات مختلفة: مقدمة برامج تلفزيونية، مذيعة وبودكاستر.  

الوجهات المفضلة: تبدي لولو شغفاً بالسفر الذي يظهر من خلال تصاميمها، كما تقول. فهو يشكل، بالنسبة إليها، وسيلة لاكتساب الخبرات والمعرفة. ولأنها تهتم به إلى حد كبير، فقد أنشأت مفكرة سفر لتدوّن عليها ذكرياتها بعد كل رحلة تقوم بها. وهي تصف هذه التجربة بقولها: "يلهمني كل ما أراه، أتنشقه، وألمسه أثناء سفري إلى حد كبير". وفي هذا الإطار تشدد دائماً على أن الوجهات التي زارتها لم تؤثر عليها فحسب، بل على مجموعات أحذيتها وأكسسواراتها من خلال الألوان، الأشكال والمواد النابضة بالحياة أيضاً: "تضيف رحلاتي ميزة جديدة إلى كل تصميم أقوم بابتكاره. ربما هذا ما يجعل عملي مميزاً كمصصمة سعودية".

ورغم أنها لم تعش في كاليفورنيا، تشعر لولو بأنها "فتاة كاليفورنية مثالية"، علماً أنها تزور الولايات المتحدة الأميركية بانتظام. وتشرح هذا بقولها: "ثمة ما يشبهني في المكان"، مشيرة إلى أنها تعتزم السفر صيفاً إلى شاطئ نيوبورت، إلى لوس أنجلوس، كما إلى إيرفين. كذلك تعرب عن رغبتها في زيارة كوريا: "بدأت بتنفيذ مشروع جمالي، وأنا مولعة بالثقافة. لذا، أتطلع إلى السفر إلى وجهة لم أزرها من قبل وإلى بناء تجربتي الخاصة من خلالها. أقصد بهذا التعرف إلى أشخاص جدد، بناء علاقات جديدة، صداقات جديدة وغير ذلك".

وحين تزور لندن أو باريس، تشعر لولو بأنها في وطنها، وعن هذا تقول: "أحب تناول الطعام في الخارج، في لندن وباريس. أفضل الحلزون الذي يقدم بأفضل الطرق في كلا المدينتين". ولا تتردد في أن تعبر عن شغفها بنكهات العاصمة البريطانية: "لكل طبق يتم تقديمه في لندن، سواء كان يابانياً، مكسيكياً، هندياً أم أسيوياً، مذاقه الخاص ولمسته الخاصة. الأطباق هناك لذيذة بالفعل". وتلفت إلى أنها تتجنب الذهاب إلى الأماكن والمطاعم التقليدية التي يقصدها عدد كبير من السياح. 

وفي إطار سفرها أيضاً تطرح لولو على نفسها أسئلة بشأن الأشخاص الذين تلتقيهم في أيّ وجهة تزورها: "كيف يعيشون؟ كيف يرون السعوديين والعرب؟ ما الذي تتميز به هذه البلاد؟". كذلك تبحث رائدة الأعمال عن الفرص المناسبة في كل بلد، وتسأل مجدداً: ما الذي يتفرد به البلد؟ الموسيقى؟ الطعام؟ البهارات التي تستخدم لتحضير الأطباق، ولماذا؟". وتدعو الجميع إلى طرح الأسئلة وإلى التعلم، أي تعلم كل شيء عن الثقافة والتاريخ والفن انطلاقاً من وجهة نظر فنية وإبداعية: "أريد الاستفادة من خبرتي حتى في أيام الإجازات. لذا، أشارك في دورة قصيرة ما، أو في ورشة عمل أو في ندوة تُعقد في المدينة التي أزورها".  

ولدى سؤالها عن المطعم المفضل لديها، تتحدث لولو عن أماكن الضيافة التي لا تظهر على رادار السيّاح عادة: "أفضل الذهاب إلى مطعم محلي حيث يمكنني تجربة النكهات المختلفة. فأنا لا أحب الجلوس إلى موائد أماكن الضيافة التي يذهب إليها الجميع أو التي تنال إعجاب الجميع. كذلك أتوق إلى تذوق الأطباق التي لم يجربها الآخرون، وإلى خوض تجربتي الخاصة، على طريقتي الخاصة. وهذا ما أقوم به أثناء زيارتي وجهة ما، إذ أريد أن أضفي على كل رحلة طابعاً شخصياً". ولأن بعض أصدقائها يقيمون في شمال أفريقيا، تقوم لولو بزيارتها سنوياً. وهي تتذكر رحلتها إلى غوانغتشو، في الصين، حيث قامت بزيارة معامل الأحذية: "أردت معرفة المزيد عن تلك المعامل، عن طرق صناعة الأحذية، والتحقق من جودة المنتجات بنفسي. كانت رحلة مفيدة جداً. كذلك اطلعت على طريقة عيش النساء هناك، وفوجئت بمدى خضوعهن. ولأن فهم الثقافات المختلفة أمر مهم جداً بالنسبة إليها كمذيعة بودكاست، فهي تخطط لمناقشة مواضيع اجتماعية مهمة، بل محرّمة أحياناً: "أريد تسليط الضوء على مثل هذه المواضيع. ولأنها خبيرة معتمدة في علم القمر، تحرص لولو على تخطيط رحلاتها بناء على التقويم القمري وبالاعتماد على الطاقة القمرية.