سحر الواحات القديمة في ديمومة العلا

تروي مزرعة ديمومة فصلاً من تاريخ العلا العريق وتراثها المحلي، وتشكّل جزءًا من المساحة الزراعية التي اعتمد عليها أهالي المنطقة لتأمين قوتهم لآلاف السنين. وتدعو هذه الوجهة زوارها إلى استكشاف معالمها الطبيعية الأخاذة، من مياه الوادي، إلى الجبال، فالتربة الخصبة وغيرها.

افتتحت الهيئة الملكية لمحافظة العلا هذه الواحة العام الماضي، وقد أطلقت عليها هذه التسمية نسبةً إلى استدامة تكويناتها الطبيعية، وإلى الجهود التي تبذل من أجل الاستفادة منها. فهنا، حرص المعنيون مثلاً على استخدام الطاقة الشمسية كوسيلة للإنارة، والأخشاب لبناء المقهى والكافيه والمعرض.

وتم تصميم ديمومة بعناية لتشكل نقطة التقاء للاستدامة والإبداع، ولتوفر لضيوفها فرصة المشاركة في عدد من التجارب وورش العمل التي تدمج الفن والطبيعة.

ويصف يزيد العنزي، المرشد السياحي في ديمومة، هذه المساحة بأنها "صرح للضيافة يقع وسط أشجار النخيل، ويجمع التراث والتاريخ، ويوفّر تجربة استرخاء مجانية للجميع"، مع الإشارة إلى أنها تتيح للزوار فرصة الاستمتاع بجمال أشجار النخيل وغيرها من مظاهر الحياة البرية. ويلفت إلى أن ديمومة توفر مجموعة من النشاطات والفعاليات التي تناسب الكبار والصغار والعائلات. ويذكر منها الرسم على الفخار، وصناعة الفزّاعات والخواتم والأساور من أحجار العلا. كما يتحدث عن البرامج التعليمية والحسيّة المخصصة للأطفال والتي تهدف مثلاً إلى توجيه اهتمامهم نحو أصوات الطبيعة المحيطة بهم، مثل الصوت الذي تصدره الريح أثناء مرورها عبر أوراق النخيل، وأصوات الطيور وحيوانات أخرى.

وفي هذا الصدد يضيف العنزي: "تتسم أشجار النخيل في العلا ببعد تاريخي وتراثي بالنسبة إلى أهل المنطقة. فقد كان هؤلاء يستفيدون منها قديماً لحماية محاصيلهم كالحمضيات والرمان والمانغا. لذا اتبعوا طريقة خاصة لزراعتها، علماً أنها ترمز إلى الحياة والاستمرارية. وهنا، يمكن الزوّار التجوّل في الحقول الزراعية والتعرّف على قصصها".

• 

• 

• 

نشاطات ديمومة

• زيارة البيت المحمي.
• التجول في الحقول.
• استكشاف بيوت المزرعة.
• الجلوس وسط بساتين النخيل.
• التنزه في حديقة الاستكشاف وفي مساحات أخرى.
• زيارة أماكن اللعب المخصصة للأطفال.
• استكشاف فنون الطبيعة.
• التجول في المعرض.
• القيام بجولات حسية وممارسة نشاطات متنوعة تناسب كل الأعمار.

معرض الواحة

يستعرض معرض ديمومة طريقة ريّ الواحة الزراعية باتباع تقنية 3D. وتشمل هذه العملية 4 مراحل: أولاً، تجمع المياه الجوفية وعبورها الممرات المائية. ثانياً، استخدام هذه المياه لري المزروعات. ثالثاً، تشكّل الواحة بعد زراعة أشجار النخيل المتلاصقة في محيط الحقول الزراعية. رابعاً، تحوّل الواحة بشكلها الحالي إلى منطقة زراعية باتت تشتهر بزراعة الحمضيات، والخضار، وأشجار المورينغا. 

وبالحديث عن محتوى المعرض يقول العنزي: "يتناول المعرض التغييرات التي طرأت على أرض العلا، من الماضي حتى اليوم، وكيفية تشكّل مساحات المياه الجوفية وطرق استخدامها، وأساليب الزراعة التقليدية ونشاطات السكان. فبيئة العلا كانت وما زالت مناسبة للزراعة لاحتوائها على أهم العناصر الطبيعية".  

ويشار إلى أن المزرعة تضم مطعماً يقدّم أصناف المأكولات التي يتم تحضيرها باستخدام مكونات محلية، ومنها برغر الحلوم، والانتركوت بزيت الكمأة، وعدد من أنواع الحلويات كالتيراميسو بالتمر، والتشيز كيك الباشن فروت. كما أنها تحتضن مقهى يقدم مختلف أنواع المشروبات والوجبات الخفيفة، إلى جانب كشك الآيس كريم.

تستقبل ديمومة زوّارها يومياً مجاناً، من الساعة 8 صباحاً حتى 1 بعد منتصف الليل.

إنستغرام: artsalula