مذكّرات مسافر مع يوسف السديس

مذكّرات مسافر مع يوسف السديس

هو رحالة سعودي وصانع محتوى عن السفر. يصف رحلاته إلى بلدان العالم بالمدرسة التي تمكنه من التعرف على ثقافات مختلفة ومن أن يصبح أكثر قدرة على فهم ذاته
24 مارس 24
Share

صفات الشخصية الكاريزماتية جعلت من يوسف السديس أحد أبرز المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي في مجال السفر والسياحة. فهو يشارك متابعيه أفضل الأماكن وأكثرها غرابة واختلافاً في أنحاء العالم، كما يقدّم النصائح حول أبرز الوجهات السياحيّة وأكثرها جاذبية. وتشكل جولات الرحالة السعودي عملية مستمرة، فروحه الحرة تنطلق في الفلك من دون إنذار أو تخطيط، لذا نجده يستكشف الطبيعة الخلابة تارة، ويتجوّل في أحياء المدن تارة أخرى. وفي الحالتين يوثّق السديس كلّ اللحظات المميزة. فإن كنت ترغب في زيارة أحد البلدان وتشعر بالحيرة، لا تتأخر في متابعته لأنه سيرشدك إلى أفضل الأماكن التي يمكنك السفر إليها.

مغامرات غريبة

كانت مرحلة ما بعد كوفيد-19 مفصلية في ما يتعلق باختيار مواقع السفر والإقامة بالنسبة إلى يوسف. فقد قرر زيارة أماكن إقامة غريبة تنتشر في مختلف أنحاء العالم. وعن هذا يقول: "لطالما راودتني هذه الفكرة، أعني بها القيام بشيء جديد ومختلف. لذا بدأت التنفيذ مع انقضاء أزمة كوفيد19. فبعدما اعتدت زيارة الأماكن الجميلة والإقامة في أفخم الفنادق، ونظراً إلى عشقي للمغامرة والاختلاف، بدأت البحث عن أماكن غريبة للسكن، أي عن مواقع تم تحويلها بعد زمن طويل إلى صروح ضيافة. واستغرق بحثي عنها وقتاً طويلاً لأن الوصول إليها معقّد إلى حد ما، فهي لا تدار من قبل شركات معروفة، بل من قبل أفراد يقومون بتأجيرها".

 ولدى سؤاله عن المواقع الأكثر غرابة التي أقام فيها، يجيب: "أقمت في أماكن غريبة كثيرة، لكن ثمة 5 أماكن يمكن وصفها بالأكثر غرابة وصعوبة لأنها لم تكن مخصّصة للسكن قبل أن يتم تحويلها إلى أماكن للمبيت. ففي هولندا أتيحت لي العديد من الخيارات والأفكار، ومنها قضاء ليلة في الطائرة، الرافعة، برج المياه، الجسر والطاحونة الهوائية. لم تكن هذه المغامرات سهلة، لكنني قررت، منذ ذاك الحين، القيام بها مرة واحدة سنوياً، فهذا يشكل تجربة جديدة تساعدني على كسر الروتين".

يعدّ يوسف السديس من أقدم المؤثرين في مجال السفر والسياحة، فقد جال على بلدان عدة في مختلف أنحاء العالم، واستكشف دولاً كثيرة وتعرف على ثقافات جديدة، إلى أن حل زمن مواقع التواصل حيث بات ينتقل من بلد إلى آخر حاملاً كاميرته ليلتقط صور الشوراع والطبيعة والناس. وعند عودته كان يتشارك تلك الصور مع أفراد عائلته وأصدقائه ويخبرهم عما عاشه من تجارب هناك. وهو يتحدث في هذا السياق تحديداً عن بدء نشاطه على إنستغرام، أي منذ نحو 15 عاماً، حين كان يقوم بزيارة الصين برفقة والده. فقد شرع في نشر صور التقطها في عدد من الأماكن: "كنت أنشر نحو خمسين صورة يومياً، وكانت في معظمها غير واضحة، إذ لم أتمتع حينها بمهارة التعديل والنشر، إلا أنني ما زلت أحتفظ بها لأنها تتيح للمتابعين مواكبة مسيرتي في عالم السفر. فمع مرور الوقت ازداد عدد هؤلاء وبات استكشاف البلدان شغفي".

قام المسافر السعودي بعدد كبير من الرحلات، لذا يجد صعوبة في اختيار الوجهة الأفضل. إلا أنه يبدي تعلقه بالبلدان التي تقدم له فرصة لخوض التحديات وعيش المغامرات. ويتحدث في هذا السياق عن زيارته الأخيرة إلى بوتان في جنوب آسيا العام الماضي. فهو يرى أن هذا البلد يتسم بثقافة وعادات غير مألوفة، وعن رحلته تلك يقول : "كانت من أروع الرحلات التي قمت بها. تعرّفت على حياة أهل البلد، شعرت حقاً بأنني أسافر للمرة الأولى".

إلى جانب ذلك، يسعى المغامر إلى اختيار البلدان التي تبدي تمسكاً بعاداتها وثقافتها، إذ يتوجّه إليها لاكتشاف خفاياها، علماً أنه يبتعد عن التخطيط لرحلاته. فهو يرى أن التخطيط يجعل السفر أقل متعة، وأنه من الأفضل ألا يعرف المسافر ما ينتظره في المكان الجديد. إلا أن هذه القاعدة لا تنطبق على رحلات العمل.

محطات

  • يزور السديس مدينة مدريد الإسبانية بين الحين والآخر، فهي بيته الثاني ومقر عدد من أصدقائه. ولا يحتاج زائر هذه المدينة الساحرة، حسب قوله، إلى الاستيقاظ في الصباح الباكر للقيام بجولات سياحية ونشاطات مختلفة، فهي مدينة هادئة ومناسبة للاسترخاء، للتسوّق، لزيارة المطاعم ولجلسات القهوة.
  • عايش المؤثر والرحالة يوسف السديس، في محيط بحيرة أولزواتر الكائنة في بريطانيا والتي زارها للمرة الأولى مؤخراً، الأجواء الريفية الهادئة البعيدة عن الصخب والضجيج. وعن هذه الزيارة يقول: "زرت منطقة بحيرة أولزواتر، وهناك نعمت بالهدوء والسكينة لأيام عدة. هي بحيرة ساحرة وزيارتها ممتعة جداً. وأنا أزور المناطق الريفية، بين الحين والآخر من أجل الابتعاد عن الروتين قبل عودتي مجدداً إلى الحياة السريعة". 

حقيبة سفر

لا يضع الرحالة في حقيبة سفره كثيراً من الأغراض، فهو يفضل حمل الأشياء الأكثر أهمية: "أحرص قدر الإمكان على وضع عدد قليل من الأغراض في حقيبة سفري. فهذا يجعل رحلتي أكثر سهولة. لذا، أحمل ما أحتاج إليه فقط لا أكثر".

ولدى سؤاله عما إذا كان يفضل السفر بمفرده أو برفقة آخرين، يجيب: "أسافر على مدار السنة، أحياناً يرافقني أحد أصدقائي، أو أفراد عائلتي، وأحياناً أخرى أرحل بمفردي أو برفقة وفد".

وجهات 2024

كما أشرنا سابقاً، لا يخطط يوسف لرحلاته، بل يترك الأمر للوقت. إلا أنه يعبر عن رغبته في زيارة اليابان وروسيا.

ويضيف: "أفخر بكوني أحد مواطني المملكة العربية السعودية التي تحتضن مظاهر متنوعة في ثلاث عشرة منطقة تتميز كل منها بسمات ثقافية واجتماعية وتراثية. وهذا التنوع جعلني أبحث دائماً عن الثقافات المختلفة بين البلدان وأحياناً عن الاختلاف بين مناطق هذه البلدان. ورغم سفري المتواصل والمتكرر، لم أجد وجهة تشبه السعودية ببيئتها الخصبة ومعالمها الأثرية والطبيعية المذهلة".

لا مكان للصواب والخطأ في رحلات السفر بالنسبة إلى يوسف، إذ يعتقد أن بعض الأشخاص يسافرون طلباً للاسترخاء والراحة، فيما يفعل آخرون هذا حبّاً بالمغامرات والجولات الاستكشافية. لذا يردد دائماً القول: "غامر، اكتشف، تعرّف إلى الناس، إلى ثقافاتهم، ومارس هواياتك... فالسفر فرصة لتجديد روحك وحياتك"!

إنستغرام يوسف السديس: jo0sef