روح العيد

روح العيد

سواء أرادوا تمضية أيامه في المملكة أو خارجها، يعني العيد بالنسبة إلى خمسة من السعوديين الأكثر نجاحاً: التقاليد، العائلة والأقارب والأصدقاء، اللقاءات، السفر وأجمل الذكريات
01 أبريل 24
Share

لا يعني العيش في الخارج الانفصال التام عن الإرث الثقافي أو التخلي عن التقاليد، بل إنه قد يزيد المغترب ارتباطاً ببلده، أسرته وعادات مجتمعه. وبالحديث عن العادات، لا بد لنا من ذكر عيد الفطر السعيد وطرق الاحتفال به. ولنتعرف إلى بعضها، التقينا خمسة سعوديين وسألناهم عما يعنيه هذا العيد بالنسبة إليهم، عن تفاصيل تتعلق بهذه المناسبة السعيدة، عن الولائم، اللقاءات العائلية، الحلويات المحلية، والوجهات والمطاعم.

حاتم العقيل

الإمارات العربية المتحدة

يعيش حاتم العقيل بين مدينتين: جدة ودبي. ولا تقتصر مهمة المصمم السعودي على عرض إبداعاته على منصات الأزياء، فقد أطلق بودكاست Gems of Arabia الذي يسلط الضوء على الجواهر المخفية في العالم العربي، ويهدف إلى "تعزيز الحوار بين الثقافات" على حد تعبيره.

وعن العيد يقول إنه مناسبة للقاء أفراد العائلة، وللذهاب إلى جدة حيث نشأ وأمضى مرحلة طفولته: "إنه ذلك الوقت من السنة حيث تُعقد اللقاءات ويتم التواصل بين أفراد العائلة مع عودة بعضهم من بلاد الاغتراب. فالعيد يجمعنا، وخلال أيامه تسود أجواء الحنين والفرح بعد انقضاء مرحلة الصوم".

وماذا عن السفر برفقة العائلة في أيام العيد؟ على هذا السؤال يجيب مؤسس علامة توبي باي حاتم العقيل: "في حال أردت السفر برفقة عائلتي في أيام العيد، أختار جزر موريشيوس. وهي وجهة رائعة حقاً ومكان مدهش حيث يمكن تمضية الوقت برفقة الأشخاص المقربين وسط المناظر الخضراء الساحرة وعلى الشواطئ الخلابة. كما أنها ملاذ بعيد عن الضجيج. فرغم أنني نشأت في المدينة، إلا أنني أقدر الطبيعة وأحب الحياة البرية".

ومع قرب حلول عيد الفطر، يتطلع حاتم إلى لقاء شقيقه وابن شقيقه: "آمل أن يعودا إلى جدة هذا العيد". ويشير إلى أن العديد من أصدقائه يقيمون في المدينة الساحلية، وإلى أنه يتوق إلى لقائهم بعد طول فراق. ويتمنى الجلوس برفقتهم إلى موائد المطاعم ذات الطابع العصري. ويذكر مثلاً لو تريتور وميازو، ويضيف: "في أول أيام العيد، يلتقي بعض الناس على أرض الوطن فيما يسافر آخرون. لذا، قد أزور لندن في الأيام التالية".

 authenticite.me @tobyhatemalakeel @gemsofarabia@


نور التميمي

سويسرا

نور التميمي، مدربة حياة مقيمة في زيورخ. وحين نتحدث عن مسيرتها، لا بد من أن نذكر ذا نو بروجيكت، وهو مشروع تضمن إطلاق إصدار محدود من أحذية السنيكرز التي تم تصميمها بالتعاون مع عدد من الفنانين والتي حازت إعجاب زبائن أصبحوا أوفياء للعلامة. وهي تأمل أن تعيد يوماً إحياء هذا النجاح الذي عُلّق إثر انتشار وباء كوفيد 19.

لا تنسى نور هذا الإنجاز كما تستعيد دائماً ذكريات أيام العيد حيث كانت تنتقل برفقة أسرتها إلى الخبر للاحتفال بالمناسبة مع جدها وجدتها والديّ أمها: "كنا نمضي أيام العيد بصحبة الجدين، الأخوال، الخالات وأبنائهم. كما كنا نقصد منتجع شاطئ الغروب. ولا أنسى أنني كنت أحصل على العيدية من الأفراد الأكبر سناً في العائلة. كانت أياماً رائعة فعلاً".

24 Hours in Al Khobar

كذلك تتذكر التميمي أنها احتفلت بالعيد، منذ عامين، في الرياض، وتقول: "دعانا أفراد عائلة والدي الكبيرة للجلوس إلى مائدة غداء العيد، وقد أسعدني لقاء هؤلاء في نهاية شهر الصوم". وعن مدى ارتباط العيد بالتعاضد الاجتماعي الذي يقضي بمساعدة من يحتاجون إلى العون، تضيف: "يرتبط العيد بالنسبة إليّ بالشعور  بالامتنان إزاء النعم وخصوصاً العائلة. فالقيم العائلية تكتسب، بفضل الإسلام، أهمية كبيرة جداً في العالم العربي".

ولا تنفي نور أنها تحلم بقضاء أيام العيد برفقة أفراد عائلتها وأصدقائها: "لا بد من أن أختار المدينة حيث يقيم معظم أقاربي". وتكشف أنها تخطط للعودة إلى السعودية في نهاية شهر رمضان: "آمل أن نتمكن من إقامة احتفال عائلي، فكلما كبرت شعرت بأهمية الاحتفاء بالعيد حيث تكون العائلة. فمن المهم أن تمضي الأوقات المميزة برفقة أشخاص تحبهم".

لكنها تؤكد أنها قد تسافر أيضاً إلى ملاذ بعيد، وتشير في هذا السياق إلى أنها قد تختار إحدى وجهات السفاري الأفريقية: "ذهبت مؤخراً إلى ناميبيا، وكانت تجربة مذهلة. وأتمنى أن أقوم باستكشاف أجزاء أخرى من أفريقيا مثل تانزانيا، بوتسوانا، كينيا، زيمبابوي وزامبيا حيث يمكنني مشاهدة الحيوانات البرية في محيطها الطبيعي، والاستمتاع بلحظة شروق الشمس وغروبها، وبمشاهدة تساقط الشهب، وبالشعور بالقُرب من الطبيعة".

thenouproject@


عبد اللطيف الرشودي

فرنسا

أصبح الجراح المقيم في باريس، عبد اللطيف الرشودي، خبيراً في صناعة الحلويات، فهو مالك مخبز لام LÂM الحرفي. ورغم أنه سعودي الانتماء، إلا أنه يرتبط إلى حد كبير بالثقافة السورية. ويعود هذا إلى أن والدته سورية الأصل: "أثر هذا الانتماء المزدوج إلى حد كبير على أسرتنا. فقد نشأت وسط ثقافتين مختلفتين، وأدركت مع مرور الأيام أن هذا أمر رائع للغاية".  

وإذ يستعيد ذكريات العيد، يقول: "أعود بالذاكرة إلى ذلك العام، حين كنت في الخامسة من عمري. حينها دعا والدي عائلته الكبيرة لتمضية الوقت برفقتنا، وأصبح بيتنا يعجّ بالأعمام والعمات والأقارب الذين لم ألتقهم منذ ذلك اليوم". 

وبالعودة إلى الزمن الحاضر، يشير إلى أنه يحرص على الرجوع إلى الرياض من أجل تمضية أيام العيد بطريقة تقليدية: "لا يسعني الانفصال عن جذوري رغم أنني أعيش في باريس. فأنا سعودي وسأبقى سعودياً ما حييت. في وقت ما، احتفلت لبضعة أيام بالعيد في العاصمة الفرنسية، إذ أردت تناول الغداء برفقة أصدقائي أو الذهاب معهم في نزهة. ولا أنسى أنني اخترت حينها حلوى فادج الكراميل أو حلاوة البقر كما نسميها في السعودية". 

ولدى سؤاله عن وجهة أحلامه يجيب: "أحلم بقضاء أيام العيد برفقة أفراد أسرتي في جدة. فللعيد في هذه المدينة نكهة أخرى. لكن يبدو أنني لن أجد الوقت الكافي لذلك هذا العام. فقد افتتحت مخبزاً جديداً ولا بد لي من الاهتمام به. ورغم هذا آمل أن يزورني بعض السعوديين في لام". إذاً سارع إلى تلبية دعوته وتناول ما يليق بذوقك من الحلوى بالليمون، التمر، الزعتر والزعفران.

lambakeryparis@


زينب الإبراهيم

البحرين

زينب الإبراهيم، هي مؤسسة مفهوم كاكتوس ديستريكت الفريد الذي أحدث ضجة كبيرة في المنطقة. وقد أرادت من خلاله توفير منصة تمكن علامات تجارية فاخرة من السعودية والمنطقة من تقديم تصاميمها وإبداعاتها وأفكارها إلى جمهور جديد.

وبعيداً عن زحام العمل، تتحدث زينب عن ذكريات العيد وتقول: "كنت أقضي أيام العيد مع والديّ أبي الراحلين. كنا نصلي ونمضي أوقاتاً أسرية ممتعة. ولاحقاً كنا نلتقي الأقارب ونعد معاً فطور العيد. وكنت أتولى تحضير الطاولة. لقد كانت أوقاتاً دافئة ومميزة".

وتشير رائدة الأعمال والشريكة المؤسسة لـ UP-SOCIETY إلى أن العيد يجعلنا نمتلئ بالطاقة، لافتة إلى أنها تتوق إلى قضاء أيامه في البحرين: "نشأت في البحرين وأرى أن لا مكان يشبه الوطن. وقد خططت للحصول على إجازة ولتمضية أيام العيد برفقة عائلتي. فأنا أنتظر حلول شهر رمضان لأتمكن من الخلود إلى الراحة ومن البقاء إلى جانب الأسرة. فمن المعروف أن عملي يتطلب لقاء عدد كبير من الأشخاص والسفر بين الحين والآخر. لذا، أحتاج إلى تجديد طاقتي وإلى الاهتمام بنفسي". 

وتلفت إلى أن ازدحام جدول أعمالها يفرض عليها تناول الطعام في الخارج، مضيفة: "أقوم بجولة برفقة خطيبي مرة واحدة على الأقل أسبوعياً، فأنا أحب تمضية الوقت معه"، مشددة على أنها لن تفوت فرصة قضاء أيام العيد برفقة عائلتها وأنها ستعود لهذه الغاية إلى البحرين هذا العام. 

cactusdistrict@


ياسر العمري

المملكة العربية السعودية

يقيم ياسر العمري في الرياض حيث يعمل في القطاع الخاص. وهو مصور فوتوغرافي حر حائز على جوائز، يهتم بتصوير المشاهد الطبيعية والحضرية، الأبنية ذات الهندسة المعمارية المميزة، والفعاليات الرياضية. "أفضل تصوير المشاهد الطبيعية"، يقول لافتاً إلى أن نشاطه المهني أتاح له أيضاً فرصة تغطية أحداث كبرى نظمت في المملكة في إطار موسم الرياض 2024.

ويصف ياسر ذكريات العيد بالرائعة وبأنها "لا تُنسى"، مشيراً إلى أن العيد يتميز في كل عام بطابع خاص: "العيد يعني الفرح، العائلة والأصدقاء واللقاءات الاجتماعية. هو ذلك الشعور المميز الذي ينتابك بعد انقضاء شهر الصوم المبارك. ولا شك في أن بلدي هو المكان الأفضل لتمضية أول أيام العيد. فهنا نتبع عاداتنا وتقاليدنا ونرتدي ملابس خاصة. لذا، لا أسافر في هذا اليوم بل أرجئ ذلك إلى اليوم الثاني أو الثالث".

وهذا العام أيضاً قرر ياسر أن يمضي أول أيام العيد بصحبة عائلته وأصدقائه، وأن يقوم بزيارة أقاربه. وهو يشير إلى أن هذا اليوم يشهد إقامة الولائم التي تتضمن العديد من الأطباق التقليدية. ويذكر منها الجريش الشهي الذي يحتوي على الأرز واللحم، والقرصان، وهو طبق محلي يحضر من اللحم والخضار وشرائح الخبز.

وعما إذا كان يخطط للخروج من دائرة الأسرة في أيام العيد، يقول: "بالطبع أتمنى الاحتفال بالعيد أيضاً في منازل أصدقائي حيث يمكننا إحياء روح المناسبة وتكوين ذكريات رائعة. كما أخطط للسفر برفقة زوجتي". ويعبر ياسر أخيراً عن حبه للذهاب إلى مناطق تتميز بجمالها الطبيعي، مشيراً إلى أنه يعتزم زيارة الشمال الإيطالي.