السعودية في Cannes: حضور لافت وإنجازات واعدة

إضافة إلى التحوّل الكبير الذي تشهده السينما في السعودية، أتت هذه الخطوة لتثبت للعالم أن صناعة الأفلام في المملكة بلغت مرحلة من الازدهار لا يمكن إلا الاعتراف بها.

وبحسب الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام السعودية، عبدالله آل عياف، فإن نمو عائدات السينما السعودية هو الأسرع في الشرق الأوسط.

وشكل الجناح السعودي ملتقى للعديد من الممثلين والمخرجين السعوديين، وشكل مساحة لتسليط الضوء على صانعي الأفلام الموهوبين، على سبل تطوير صناعة السينما المحلية، وعلى تفعيل الشراكة مع صنّاع السينما العالميين.

ولا بدّ من أن نذكر هنا بعض الممثلين ومحترفي صناعة السينما المحليين الذين شاركوا في صناعة الحدث السينمائي السعودي، وهم محمد التركي (الرئيس التنفيذي لمؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي)، فاطمة البنوي، ميلا الزهراني وابراهيم الخيرالله.

وشهد الجناح السعودي في المهرجان الدولي حركة لافتة، وفي هذا السياق عُقدت جلستا حوار تحت عنوانيّ "النظام البيئي السعودي" و"تم تصويره في السعودية" حيث جرى التركيز على الجهود التي تُبذل في المملكة من أجل تعزيز صناعة السينما. 

ضوء على المخرجة مها الساعاتي

سررنا بلقاء المخرجة السعودية مها الساعاتي التي أخرجت فيلم "شريط فيديو تبدل" بالتعاون مع الكاتب والممثل معتصم ناصر.

وعن هذا التعاون قالت: "نحن صديقان ولطالما أعجبني تمتعه بحسّ الفكاهة. لذا وجدت أنه يمكننا العمل معاً".

حاز "شريط فيديو تبدل" جائزة لجنة التحكيم في مهرجان أسوان لأفلام المرأة

ويشار إلى أن أحداث الفيلم تدور في العام 1987، وقد أدى دوري البطولة فيه كل من معتصم ناصر وسارة طيبة. وتتناول هذه الأحداث قصة حول شاب سعودي أسمر البشرة يدعى إياد يحاول أن يكسب قلب فتاة أحلامه مشاعل، إلا أنه يعتقد أن لون بشرته قد يقف حائلاً دون ذلك. لذا يتقمص دور مغنّ شهير. 

كتبت مها ملخص العمل في يوم واحد فيما تولى معتصم كتابة السيناريو. وهي توضح هذا بالقول: "حاولنا أن ننجز عملاً أقرب إلى Napoleon Dynamite".  

 وشمل العمل على إنجاز الفيلم أيضاً الجهود التي بذلها فراس المشرع، وخصوصاً خلال مرحلة اختيار الممثلين والإشراف على الشخصيات الذكورية في موقع التصوير. وتعليقاً تضيف مها: "عادة ما تكون القصص التي تدور حول العرق حزينة وجدية، لكننا أردنا تقديم عمل فكاهي".

ويذكر أنها المشاركة الثانية للمخرجة في فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي. وهو ما تشير إليه بقولها: "في هذه الدورة أعرض عملاً ضمن فئة الأفلام القصيرة، وقد تم تقديمه في إطار العروض الخاصة التي نظمتها شبكة "جيل 2030" (تأسست في العام 2019 من أجل تأمين فرص اللقاء بين أصحاب المواهب السعوديين والفرنسيين في مختلف المجالات، وتوفير مساحة للحوار بينهم، ولوضع أفكارهم موضع التنفيذ ومد الجسور الثقافية والاجتماعية بين المملكة وفرنسا).

وفي العام الماضي، قدّم فيلم مها، "شعر، قصة عشب" ضمن عرض خاص شمله برنامج المهرجان الدولي. 

وفي هذا السياق تقول المخرجة: "كان من الرائع أن يتم التواصل مع العاملين في صناعة السينما ومشاهدة العروض الخاصة. آمل أن يساعد هذا على تقديم السينما السعودية للعالم الخارجي".

وتتابع، تعليقاً على الازدهار المتنامي للمشهد السينمائي في المملكة: "أرى أن صناعة السينما في السعودية أصبحت أكثر احترافاً. فقد بات لدينا العديد من برامج التمويل، ومنها، على سبيل المثال لا الحصر، صندوق البحر الأحمر، مبادرة هيئة الأفلام (ضوء)، فيلم العلا،...". وترمي كل هذه الجهات الداعمة إلى تشجيع صناعة الأفلام وإنتاج الأعمال الاحترافية. 

"في الوقت الحاضر، تتجه السينما السعودية نحو المزيد من الاحتراف، وتشمل الأهداف في هذا الإطار الانضمام إلى إنتاجات "نتفلكس" والوصول إلى شباك التذاكر"، تشير مها معربة عن أملها أن تتمكن السينما السعودية من تحقيق التنوع على مختلف المستويات.

 الصورة الرئيسية من حساب انستقرام Film MOC