قرية خفية في جبال العسل

قرية خفية في جبال العسل

هي أعجوبة معمارية وطبيعية تعود بتاريخها إلى قرون مضت. نتحدث عن قرية النحّالين، التي يُطلق عليها اسم الخرفي، والتي كانت وجهة منسية وأصبحت مقصداً للسكان السابقين والسياح
02 أغسطس 23
Al Kharfi Beekeepers Village
Share

لا يمكن المرور في محافظة ميسان السعودية من دون التوقف في قرية الخرفي حيث تكثر مقاري النحل الأثرية. ولا يمكن التجول في هذه القرية التاريخية من دون التعبير عن الدهشة والإعجاب. فهي تتميز بالتكوينات المذهلة، أسس البناء الصلبة، فضلاً عن بيوت النحل ذات الأشكال الهندسية المنحوتة التي كانت تنتج ثروة من العسل. ويعود تاريخ المنازل الحجرية التي نُحتت في الجبل وصُممت لتصمد أمام غزارة الأمطار، إلى قرون مضت. ورغم أنها لم تعد تنبض بالحياة كما كانت عليه حالها من قبل، إلا أن هذه القرية تتسم بسحر غامض يجعلها مصدر جذب لا يمكن لأي سائح مقاومته. 

تقع الخرفي إذاً في محافظة ميسان (100 كلم جنوب الطائف)، ولكي تصل إليها يمكنك سلوك طرق خليج العقبة الوعرة بواسطة سيارة رباعية الدفع. وما أن تطأ أرضها سترحب بك القرية بتضاريسها المميزة المكسوّة بأشعة الشمس. ولا شكّ في أنك ستلاحظ فوراً تلك الفتحات التي تضم نحو 1300 خلية نحل نشأت في الجدران الحجرية على مستويات مختلفة (يقع بعضها في الطابق الرابع، ما يعني أن استخراج العسل منها كان يتطلب خبرة عالية).

على أية حال توقف إنتاج العسل هنا بسبب شحّ المياه وتراجع المساحة المغطاة بالأشجار وأنواع الزهور النادرة.

قد تعتقد أن قرية الخرفي لم تكن مأهولة يوماً، لكن العكس هو الصحيح، فقد كانت تضج بالحياة. إلا أنها باتت مهجورة كما تبدو عليه حالها اليوم. والسبب الأول هو موقعها الخطر، فضلاً عن عدم إمكانية وصول الشاحنات إليها، ما يعني أنه لا يمكن أيضاً تركيب محطات لتوليد الكهرباء في محيطها، وهو ما جعل العيش وتربية العسل في القرية أمرين في غاية الصعوبة.   

ورغم هذا ما زالت الخرفي تتحدى الزمن لتشكل حالياً وجهة ترحب بالمقيمين السابقين كزائرين، علماً أن هؤلاء يتوافدون عليها من أجل الاستمتاع بالطقس البارد في منطقتها. إذاً يمكن القول إن هذه القرية المتجذرة في التاريخ هي أعجوبة معمارية وطبيعية تستحق الزيارة.