سعود العيدي من الأعالي إلى العُلا

سعود العيدي من الأعالي إلى العُلا

بعد أن وضع قدماً على قمة جبل إيفرست، يقود اليوم محبي السياحة البيئية والمغامرات إلى جوهرة المملكة السياحية "العُلا"
12 ديسمبر 23
Saud Aleidi
Share

إن السير على خطى رحالة ومغامرين محترفين، سيقودك للوصول إلى تجارب غنية وغير مسبوقة، وكيف سيكون الأمر إن كنت مع سعود العيدي، أحد السعوديين القلائل الذين وصلوا إلى قمة جبل إيفرست، أعلى جبل في العالم على ارتفاع 8849 متراً. ولنوضح لك الصورة تماماً عن مدى صعوبة هذا الإنجاز، إليك هذه المعلومة: الكثير من طائرات الهليكوبتر  لا تستطيع الوصول إلى هذا الارتفاع، وقد يكلفك الأمر 50 ألف دولار، والكثير من التدريب  والنفقات المتنوعة لتضع قدمك على هذه القمة.

أن تفقد حياتك في رحلتك نحو قمة إيفرست هو أمرٌ  وارد الحدوث، يقول سعود العيدي حقيقةً صادمةً عن ذلك: "هناك العديد من الجثث المرمية في طريق الصعود لقمة إيفرست، تعود لمتسلقين سابقين حاولوا الوصول ولكنهم فشلوا، وما زالت جثثهم مرمية هناك منذ سنوات طويلة إلى درجة أن بعضها قد تحول إلى نقاط مرجعية لتحديد الارتفاع الذي وصلت إليه".

تجربة تسلق جبل إيفرست هي إحدى التجارب الكثيرة التي خاضها سعود العيدي، والتي ساهمت في تقديم إنسان ومستثمر ومؤسس لشركة بانجيا، إحدى أهم الشركات في مجال السياحة البيئية وسياحة المغامرات في المملكة. بالفعل إن كنت من عشاق سياحة المغامرات فسعود العيدي هو الشخص الأمثل لتتبع خطواته في هذا المجال. يقول عن ذلك: "مسؤوليتي اليوم أن أساعد الناس في الوصول إلى القمة، وهذا الأمر قد انعكس على شخصيتي، وقد ساعدت منذ العام 2014 إلى اليوم 1500 شخص في الوصول إلى قمم جبال مختلفة حول العالم"، لا يقتصر عمل سعود على تقديم المساعدة بتسلق الجبال حول العالم، ولكنه يقدم أيضاً تجارب سياحية في مناطق مختلفة حول المملكة العربية السعودية.

بداية الرحلة

بدأ سعود العيدي مسيرته كمسافر ورحالة، وتحول بعد ذلك إلى متسلق للجبال. وقد أثرت هذه التجربة إلى حد كبير على شخصيته، وعنها يقول: "أثناء تسلق الجبال، لا تتكلم كثيراً، وعند عودتك تصبح شخصاً أكثر هدوءًا".

قبل احتراف مجال السفر، بدأ سعود العيدي مسيرته المهنية كمنتج أفلام، وكان أول مشروع تصوير له في الصين وتنزانيا، كانت تلك الرحلة هي بداية حبه للسفر والترحال مدفوعاً بحافز مختلف هو اكتشاف البشر وليس الأماكن، أما دافعه الآخر لتسلق الجبال، فهو شعور يراوده لا يمكن وصفه أو تبريره، ولكن يمكن القول بأن تسلق الجبال قد جعل منه إنساناً أفضل وأكثر هدوءاً وأصفى ذهناً.

استطاع سعود العيدي تسلق جبلين من أصل 14 جبلاً يتجاوز ارتفاعه 8000 متر، هما جبل إيفرست وكانغشينجونغا، كما تسلق جبال أخرى كثيرة حول العالم مثل جبل كلمينجارو، والروكي ماوتينز والعديد من الجبال المختلفة في إفريقيا وأمريكا الجنوبية. يرى سعود بأن أحد أخطر التحديات التي واجهته أثناء تسلقه لقمة إيفرست هي الانهيارات الثلجية إذ إنها تحدث فجأة، ولا يمكن التنبؤ بها.

سياحة المغامرات والسياحة البيئية

يرى سعود العيدي بأن المملكة تحتاج فقط إلى الوقت لتكون وجهةً جذابةً على خارطة السياحة العالمية، فالمشاريع السياحية العملاقة والفاخرة التي تُؤسَس في المملكة ستحقق حضوراً مؤكداً على المستوى العالمي مثل مشاريع العلا والبحر الأحمر ونيوم وجزيرة سندالة، بالمقابل تقدم شركته بانجيا مفهوماً جديداً للسياحة هو السياحة البيئية وسياحة المغامرات والتي تقدم حلولاً سياحية ذات تكلفة مالية معقولة مع جرعة مضاعفة من المتعة والإثارة.

أفضل الأوقات لزيارة العلا

يرى سعود بأن جميع الأوقات مناسبة لزيارة العلا، ولا يمكن حصرها في موسم واحد أو أشهر محددة، فالعلا هي وجهةٌ جذابة طيلة فصول السنة، إلا أنه يوضح بأن فترة الشتاء هي الأنسب لمحبي المناسبات الفنية والموسيقية والترفيهية والفعاليات المختلفة، في حين أن فترة الصيف، هي الأكثر هدوءاً للقيام بالتجارب والمغامرات واكتشاف العُلا في أجواء هادئة، وبأسعار قد تصل إلى النصف إذا ما قورنت مع الفترة الشتوية.

محمية شرعان البرية

تملك العُلا العديد من الجواهر الخفية التي لم يسلط عليها الضوء بعد، يعمل سعود العيدي على اكتشاف هذه الجواهر الخفية مدفوعاً بروح الاكتشاف التي يملكها، إذ يروي قصة سائح إيطالي جاءه إلى العلا بكتاب قديم جداً فيه صورة أحد النقوش، وطلب منه أن يوصله لمشاهدة هذا النقش وبالفعل فقد تمكن من ذلك، نظراً لمعرفته الواسعة بخفايا العُلا، ولعل من أهم الجواهر الخفية في العلا هي صخرة تسمى The Dancing Rock أو ما يطلق عليها الرقاصات، وهي صخرة شهيرة لدى الباحثين والمستكشفين ولكنها ليست معروفة أبداً لدى السياح والأشخاص العاديين. وعادةً ما يقصدها زوار من إيطاليا وفرنسا وبلجيكا ممن يملكون كتباً قديمةً عن العلا والتي تظهر فيها  صورة صخور الرقاصات التي تقع في قلب محمية شرعان البرية.

يشير سعود أيضاً إلى نقش الجمل، وهو أحد أقدم النقوش، يوجد منه نسخة في جبال حائل ونسخة أخرى في عمق محمية شرعان البرية التي تمتد على مساحة 1500 كم مربع.

أفضل طرق التنقل في العلا

تمتد منطقة العلا على مساحة جغرافية واسعة جداً، مما يجعل التنقل فيها تحدياً كبيراً، تقدم شركة بانجيا خدمة المواصلات من خلال باقات التجارب التي تقدمها ويرى بأنها الحل الأسهل والأسرع للمسافرين إلى العُلا أو المغامرين المتواجدين فيها، ولكن بالنسبة لمحبي الاستكشاف والسفر المنفرد، ينصح سعود باستخدام تكسي المطار  للتنقل من وإلى المطار، كما أن سكان المجتمع المحلي في العُلا يوفرون خدمة نقل الزائرين داخل العُلا من خلال سياراتهم الخاصة. 

مركز بانجيا للمغامرات

أقام سعود العيدي من خلال شركته مركزاً للمغامرات يوفر فيه خيارات السكن والإقامة وخيارات ترفيهية داخل المركز وخارجه بأسعار تنافسية تمنح الراغبين بزيارة العلا الفرصة لقضاء أوقات أطول في هذه المدينة الجميلة. يوفر مركز بانجيا تجارب سياحية داخل وخارج المركز، حيث يمكن للمقيمين في المركز ممارسة الرماية وحضور ورش عمل والاستمتاع بتجارب الزراعة والحصاد. وهناك مطابخ خارجية لمن يفضل الطهو بنفسه وهناك مساحات لغسيل الملابس. أما عن السكن فيوفر مركز بانجيا ثلاث مستويات هي الكارافان الفاخر، وكونتينر وخيم صغيرة، وهناك متجر لشراء احتياجات الرحلات والهدايا التذكارية.

الفعاليات والنشاطات في العلا

تقدم شركة بانجيا العديد من التجارب المثيرة، مثل تجارب السفاري في محمية شرعان البرية، والتي تتيح للزوار مشاهدة العديد من الحيوانات البرية عن قرب باستخدام سيارة كلاسيكية مكشوفة لرحلة السفاري الكلاسيكية أو بسيارة دفع رباعي لرحلة VIP. تتيح لك رحلات السفاري مشاهدة بعض النقوش القديمة في العلا داخل محمية شرعان البرية ومشاهدة حيوان الوعل العربي

كما تقدم بانجيا رحلات خاصة بنهاية الأسبوع  والتي تتيح التعرّف على العلا من جانب مختلف عن الجانب الفاخر، بالإضافة إلى كل ذلك يوفر مركز بانجيا تجارب الرحلات الخاصة المتاحة للأفراد أو الشركات حيث يمكن تخطيط برامج خاصة للأفراد أو المجموعات عبر موقع بانجيا لاكتشاف العلا من منظور جديد.

أفضل المطاعم في العُلا

اقترح سعود العيدي على زوار العلا زيارة مطعمين يعتبرهما خياره المفضل: المطعم الأول هو مطعم أوكتو وهو مطعم يوناني يقع في مطل الحرّة على ارتفاع 1200 م، والذي يتيح إطلالة على مدينة العلا وفرصة لمشاهدة أفضل شروق للشمس.  أما المطعم الثاني فهو طاولة فايزة، وفايزة هي امرأة كبيرة في السن، أسس أبناءها وأحفادها مطعماً على اسمها تخليداً لذكراها، وتم افتتاح المطعم في بيت يحاكي بيتها القديم، وستشعر خلال زيارتك لمطعم طاولة فايزة بأنك ضيف في بيت ولست ضيفاً في مطعم، أما عن طبقه المفضل لدى مطعم طاولة فايزة فهو طبق الروسيتو مضافاً إليه مكونات من العُلا. في حين أن المقهى المفضل لدى سعود فهو مقهى كويارد والذي يقدم القهوة المختصة في موقعه بالبلدة القديمة.

@saud_ed
@pangaeaclub