بينالي الدرعية للفن المعاصر 2024: دورة ثانية من الإبداع

بينالي الدرعية للفن المعاصر 2024: دورة ثانية من الإبداع

لا تنسَ موعد انطلاق بينالي الدرعية للفن المعاصر 2024 حيث تعرض إبداعات 92 فناناً.
19 فبراير 24
Diriyah Contemporary Art Biennale
Share

تشهد المملكة العربية السعودية زخماً متزايداً على مستوى الفعاليات الثقافية والفنية التي يتم تنظيمها في مختلف مناطقها. وفي هذا السياق تقام الدورة الثانية من بينالي الدرعية للفن المعاصر. ويفتح المعرض أبوابه أمام عشاق الفن والإبداع في حي جاكس، من 20 فبراير حتى 24 مايو 2024. وفي إطار هذا الحدث يجتمع 92 فناناً من 43 بلداً (30 منهم من منطقة الخليج). ويقدم هؤلاء مجموعة متنوعة من الأعمال والوسائط الفنية التي تتناول مواضيع مختلفة، أثرية، بيئية وغير ذلك. ويمكن زوار المعرض القيام بجولة على سبع قاعات، ساحات وتراسات تطل على مجرى النهر الموسمي في وادي حنيفة.  

ويتم تنظيم هذه الدورة تحت عنوان "ما بعد الغيث"، ما يستحضر مشهد ما بعد هطول المطر في الصحراء، حيث تزدهر الحياة، وتنبت الأعشاب والزهور، وتنبعث من الهواء رائحة لا مثيل لها. ويرمز هذا إلى ما تشهده المملكة من نمو وازدهار على الصعيد الفني والثقافي. وفي هذا السياق، قالت الخبيرة الألمانية والمديرة الفنية لهذه الدورة، أوتي ميتا باور، "إن النسخة الثانية من بينالي الدرعية للفن المعاصر تسلط الضوء على الدور الذي يمكن الفن المعاصر أن يؤديه في مجتمع يعيش التحول السريع".

أوتي ميتا باور

مواهب محلية

تضم قائمة الفنانين المحليين الذين يشاركون في الدورة الثانية من بينالي الدرعية للفن المعاصر كلاً من باهميم، عبد الرحمن السليمان، محمد الفرج، سارة عبده، أحمد ماطر وآخرين. ويقدم ماطر خلال هذه الدورة مشروعاً مميزاً يتعاون من خلاله مع المصور الفوتوغرافي والمخرج السينمائي المقيم في برلين، آرمين لينكه. ويمهد هذا المشروع لشراكة طويلة الأمد بين المبدعين تهدف إلى توثيق التاريخ والمستقبل السعوديين انطلاقاً من مرحلة الأربعينيات. أما الفرج الآتي من الأحساء، موطن أكبر واحات العالم، فيشارك في الحدث من خلال عمل جديد متعدد الوسائط يجمع أشجار النخيل والصوت، ويستعيد مشهد الحياة في مكان نشأته. كذلك تقدم الفنانة اليمنية الناشئة المقيمة في السعودية (سارة عبده) مجموعة من الأبراج المبنية من قطع صابون منتجة محلياً، لتروي بذلك قصصاً عن طقوس النظافة التي يتم اتباعها في المنطقة.

عالمي معاصر وتقليدي محلي

يشمل برنامج الدورة الثانية من بينالي الدرعية للفن المعاصر أيضاً عرض مجموعة من الأعمال في المساحات الخارجية. ومن المتوقع أن تشكل هذه المساحات مكاناً للتفاعل بين الإبداعات العالمية المعاصرة وأشكال الفن المحلية التقليدية. ونقدم مثالاً على ذلك عمل الفنانة أزرا أكسامييا، أي المظلة التي يصل ارتفاعها إلى 70 متراً، والمصنوعة من اللباد المعاد تدويره، والتي تذكر بالمنسوجات السعودية وبتقنيات حياكة السدو التقليدية. كذلك نذكر "آن هولتروب" التي تقدم تركيباً مصنوعاً من صفائح زجاجية تم تدويرها في معامل محلية.

 لقاء، معرفة واستكشاف

 تصف باور البينالي بأنه "مساحة تجمع الأصوات الشابة والشخصيات التي أثبتت حضورها في عالم الإبداع". فهو يهدف، حسب تعبيرها، إلى توفير منصة للتلاقي، المعرفة والاستكشاف. وبالحديث عن اللقاء، لا بد من الإشارة إلى أن الحدث سيركز، خلال أيام شهر رمضان، على الجلسات الجماعية حيث يتم تشارك الطعام. وفي هذا السياق سيدعو صندوق بريتو للفنون الزوار إلى المشاركة في تحضير المكونات، الطهو، وتناول الطعام في مكان مبني من الخيزران. وفي مساحة خاصة، سيقدم مشروع NJOKOBOK بإشراف الفنانين يوسو ديوب وأبولونيا زوسترزيك، العديد من أنواع العصائر والشاي، ومنها عصير الكركديه والزنجبيل محلي الصنع، وشاي النعناع المحضر على الطريقة السنغالية. كذلك سيتيح استوديو لوسي وخورخي أورتا الفني للجمهور فرصة الاستمتاع بوجبات يقدمها في شوارع حي جاكس خلال شهر الصوم (تشكل هذه المنطقة الواقعة في الحي التاريخي في الرياض، صلة الوصل بين قاعات البينالي واستديوهات الفنانين والأحياء المجاورة).

وعقب إعلان موعد إقامة هذا الحدث الإبداعي، قالت آية البكري، المديرة التنفيذية لمؤسسة بينالي الدرعية في بيان: "إن إيماننا العميق وسعينا الحثيث كمؤسسة إلى إنشاء منصات ذات بُعد عالمي ينبعان من القدرة التغييرية للفنون في مجتمع المملكة العربية السعودية". وأضافت: "يعلن ما بعد الغيث بداية فصل جديد في مسيرة مؤسسة بينالي الدرعية، فصل سيشهد لقاء مجموعة من المبدعين الذين ينتمون إلى أجيال فنية مختلفة. وفي هذا السياق، نأمل أن نتمكن من تعزيز الحوار بينهم، ومن تعميق وجهات النظر،  وتشجيع الجماهير على الاهتمام بالفنون أكثر من أي وقت مضى".

كذلك أكدت باور في بيان أن دور البينالي لا يقتصر على عرض إبداعات الفن المعاصر، بل يرمي إلى إغناء النسيج الثقافي والبيئي حيث تولد الأعمال الفنية أيضاً. إذاً لا بدّ من القول إن الدرعية تساهم في تحقيق هذه التطلعات من خلال تحولها إلى حاضنة للحوار الفني، الابتكار، والتفاعل الثقافي.

biennale_sa@
biennale.org.sa