10 متاحف غريبة الأطوار

10 متاحف غريبة الأطوار

هي متاحف أنشئت في أماكن لا يخطط كثر للذهاب إليها، تحت الماء، أو في أبنية تنطوي عل ذكريات موجعة. وهي مساحات يعرض بعضها موجودات لا تمت إلى الفن بصلة. فأضفها إلى قائمة زياراتك المقبلة لتتعرف على الوجه الآخر للعالم، للحياة وللتاريخ
11 أبريل 24
Share

هل أنت من هواة التاريخ؟ من الباحثين عن الحقائق العلمية؟ أم ممن يقدّرون الجمال فقط؟ أياً تكن إجابتك، لا شك في أن المتاحف تثير اهتمامك، فهي مصادر للإلهام ومراكز للتثقيف. لكن حان الوقت لتتعرف على عدد من المتاحف الجديدة ذات التوجهات الغريبة والتي يمكن زيارتها في المملكة وخارجها. فلنتحدث مثلاً عن متحف البحر الأحمر الذي أقيم في جدة ليروي قصصاً عن الحياة البحرية، أو عن متحف تيم لاب بودرليس الذي تحتضنه المدينة الساحلية نفسها وحيث تنتفي الحدود المادية بين الأعمال الفنية من خلال المساحات التفاعلية. ولنترقب افتتاح متحف الفن المعاصر في العلا الذي سيحتضن إبداعات فنانين من السعودية والعالم.

لكن لا بد لنا أيضاً من القيام بجولة على بعض المتاحف ذات المفاهيم غير المألوفة، ومنها مثلاً متحف السعادة الذي أقيم في الرياض والذي يساهم في رفع مستويات السيروتونين (هرمون السعادة) لدى زواره من خلال تجارب تتيح لهم قضاء أوقات رائعة. فهل أجمل من تمضية جزء من النهار في غرفة المارشميلو مثلاً؟!

وبالحديث عن المتاحف غير العادية، نتذكر أيضاً قصة متحف الذهب الأسود، أول متحف إبداعي دائم للنفط أنشئ في العاصمة الرياض. وهو يعرض نحو 200 عمل فني معاصر ويستضيف العديد من المعارض والبرامج التربوية. وبالطبع لا يسعنا ذكر كل المتاحف ذات الطابع الخاص والتي تروي حكايات ملونة. لذا، ندعوك إلى القيام بجولة على 10 منها في السعودية العالم.

متحف فاطمة لتراث المرأة العسيرية

أبها، السعودية

يمكن القول إن هذا المتحف هو الجوهرة الخفية في هذه القائمة، ويمكن وصفه بأنه مشروع شغف حقيقي. ويرتبط اسمه بالسيدة فاطمة بنت فايع الألمعي، الفنانة التي اشتهرت بسعيها الدائم إلى الحفاظ على فن القط العسيري المعترف به من قبل اليونيسكو. وقد أنشئ هذا المتحف في منطقة عسير (في أبها) ليستعرض جداريات تتميز بتصاميم هندسية متنوعة ذات ألوان زاهية، وليمثل الفن الشعبي القديم ذي الطابع الجماعي. ففي هذه المنطقة كانت النساء يقمن بتزيين جدران منازلهن بأنماط هندسية وتصاميم وألوان شكلت فناً قائماً بذاته سرعان ما انتقل من جيل إلى آخر. إلا أن متحف فاطمة لا يعرض أشكال هذا الفن فقط، بل إنه يروي للزوار أيضاً قصة براعة النساء في استخراج الأصباغ من الطبيعة: الأصفر من الكركم والأسود من الفحم...

متحف بيت المتبولي

جدة، السعودية

لا يشبه متحف بيت المتبولي كثيراً من المتاحف الأخرى، ففي هذا المكان الذي يعد ملكية خاصة لا حواجز تفصل بين الزوار والمعروضات، إذ يُسمح لهؤلاء بالغوص مباشرة إلى أعماق الماضي أثناء قيامهم بجولات في الغرف المختلفة ومشاهدتهم المقتنيات الشخصية التي تُعرض خارج العلب الزجاجية: أباريق الشاي، الفوانيس، الهواتف وأجهزة الغراموفون التي تم ترميمها قدر الإمكان. فإذا قررت زيارته، تجول في أنحائه، وأصغ إلى صوت الصرير الذي يصدر عن الأرضية، وتخيّل كيف كان التجار يعيشون في زمن مضى. ولا تنسَ أن تنظر إلى أعلى، فرغم أنه تم بناء هذا المنزل منذ نحو 400 عام، من الأحجار المرجانية، إلا أنه يتميز بسقف خشبي مزخرف بأشكال رائعة. وماذا عن العلامة الفارقة في هذا المكان؟ إنها المشربيات، أي الشرفات أو الواجهات البارزة المغطاة بشباك من الخشب المزيّن بنقوش مميزة. فلا تتأخر في الذهاب إلى متحف بيت المتبولي الذي يقع وسط أزقة تشبه المتاهة وتمتد في حي البلد التاريخي في جدة، وكن شاهداً على أصالته النادرة وعراقته الساحرة.

متحف الطيبين

الخبر، السعودية

في هذا المتحف يمكن القيام برحلة لا تُنسى عبر الزمن. وترتبط نشأته بمجموعة من المقتنيات الشخصية التي جمعها ماجد الغامدي والتي تعود إلى أيام طفولته وتشكل تجربة مشتركة مع عدد كبير جداً من الزائرين. وقد تطورت الفكرة حتى أصبح المكان نقطة جذب لكثير من المهتمين في الخبر، إذ بات يضم أكثر من 10000 قطعة، من ألعاب الفيديو البدائية، إلى عبوات مشروبات الصودا القديمة، فأجهزة التلفاز غير المتطورة، الكاميرات، الأجهزة المنزلية، والملصقات... وهي قطع تدفع كل من يشاهدها حتماً إلى الشعور بالحنين إلى زمن مضى. كذلك تظهر في هذا المتحف شخصيات ترتبط بالثقافة الشعبية، مثل كوكي مونيستر، أبطال حرب النجوم، ولقطات كثيرة من زمن الطفولة. ولا تكتمل التجربة التي يمكن عيشها هنا من دون التوجه إلى ذلك المتجر الصغير الكائن إلى جانب الحديقة وحيث تباع حلويات وألعاب أحبها كثر في أيام طفولتهم.

 متحف Collection de l'Art Brut

لوزان، سويسرا

فيما تعرض المتاحف المنتشرة في مختلف أنحاء العالم إبداعات الفنانين الأكثر شهرة، يؤدي متحف Collection de l'Art Brut مهمة مختلفة تماماً. فهو يقدم ما يسمى "الفن الخارجي"، أي أنه يلقي الضوء على أعمال غير موقعة من فنانين، بل من أشخاص يعيشون على هامش المجتمع. ومن هؤلاء مثلاً: السجناء، غريبو الأطوار، والمرضى النفسيون. وأنشئ هذا المتحف في مدينة لوزان السويسرية، وهو يضم حتى الآن ما يقرب من 70 ألف قطعة. وقد تمكن الرسام الفرنسي جان دوبوفيه من جمع 700 منها، فهو يهتم منذ زمن بالفن غير الخاضع للظروف الاجتماعية أو الثقافية، ويرى أن "الجنون" يولّد كثيراً من الإبداع. إذاً لا تتردد في زيارة هذا المكان أثناء  قيامك بجولة في المدينة السويسرية، وبالطبع تأمل كل الأعمال، من الرسوم إلى المنحوتات فالنصوص والمنسوجات، وستقرأ فيها كثيراً من المعاني، من الألم، من التمرد والنسيان. 

متحف موموفوكو أندو لكأس النودلز  

يوكوهاما، اليابان

تحول طبق الرامن الياباني الشهير إلى غذاء لطلاب الجامعات المفلسين ولأبناء الألفية الثالثة ممن يعانون من ضائقة مالية. لذا، بات هذا المتحف التفاعلي الطريف يثير اهتمام الأشخاص الراشدين وإن كان مخصصاً لتنمية الحس الإبداعي والفضول لدى الأطفال.

وقد افتتحت هذا المكان نيسن فودز، الشركة اليابانية التي أسسها موموفوكو أندو، مبتكر نودلز الرامن سريعة التحضير في العام 1958. وجاء هذا تلبية لحاجة اليابان إلى الغذاء في فترة ما بعد الحرب. ولأن هذا المكان يضم كثيراً من المعارض غير المألوفة وورش العمل، لا بد لك من أن تمضي فيه ساعات طويلة متجولاً في أنحائه ومستشكفاً جزءًا من التاريخ. فهنا تُروى حكاية الرامن وتعرض مراحل تحوله عبر الزمن، من طرق التعبئة إلى الأصناف المبتكرة مثل رامن رواد الفضاء. كما لا بد من أن تبادر إلى صنع نوعك الخاص منه من خلال اختبار النكهات والإضافات المختلفة. وبالطبع لن تنسى التوجه إلى نودلز بازار حيث تصبح التجربة أكثر انفتاحاً وعالمية.  

متحف شي غالب هير

كابادوكيا، تركيا 

تقع بلدة أفانوس الساحرة في كابادوكيا التركية، على حافة النهر الأحمر الذي يترك على ضفيته رواسب طينية حمراء اللون استخدمت، منذ آلاف السنين، لصنع الأطباق، الأكواب والأباريق وغيرها من الأواني المنزلية. واليوم تحتضن البلدة عدداً كبيراً من متاجر الفخار. ويضم أحد هذه المتاجر مساحة لا مثيل لها في أي مكان آخر: إنه متحف الشعر. وقد أنشأه صانع الفخار غالب كوروكو من دون تخطيط مسبق. ويسمى هذا المكان أيضاً متحف الشعر في أفانوس، وفيه تُعرض خصلات شعر لنساء وفتيات تختلف فيما بينها من حيث اللون والطول والكثافة واللمعان. وفي كل بوصة منه تجد خصلات نحو 5 ملايين أمرأة. أما قصة المتحف فبدأت حين قامت صديقة للفنان بقص خصلة من شعرها قدمتها كهدية في العام 1979، وهكذا بدأت النساء يتبعن هذا التقليد الغريب ويتركن خصلاً من شعرهن في متحف شي غالب.  

متحف  كانكون الغارق تحت الماء

كانكون، المكسيك

يُعرف هذا المتحف في المسكيك باسم موزا أي Museo Subacuático de Arte، وهو مغمور تماماً بمياه ساحل كانكون وجزيرة موخيريس، ويضم ما لا يقل عن 500 منحوتة. ويرتبط إنشاؤه بهدف الحد من الأضرار التي يلحقها السياح بالشعاب المرجانية، وبالسعي إلى تشجيع الحفاظ على هذه الثروة الطبيعية. ويمكن الزوار مشاهدة هذا المعرض العالمي الكائن في قاع المحيط عن طريق الغطس أو الغوص أو أثناء تنقلهم على متن أحد القوارب ذات القاع الزجاجي. وهنا يروي كل عمل فني قصته الخاصة، ومن هذه الأعمال نذكر مثلاً منحوتة "التطور الصامت" الموقعة من النحات والغواص جيسون دي كيرز تيلور والتي تثير دهشة الزوار. وهي تسلط الضوء على التفاعل بين الإنسان والطبيعة من خلال 400 وجه بشري باتت مع مرور الزمن أشبه بالشعاب المرجانية.

متحف العلاقات المكسورة

زغرب، كرواتيا

يُعرف هذا المتحف أيضاً باسم متحف علاقات الحب الفاشلة، وهو يضم موجودات ترتبط بعلاقات عاطفية لم يُكتب لها الاستمرار والنجاح، ويحتضن أشياء لا يدرك معناها إلا كل حبيبين آلمهما جرح الانفصال: ساق صناعية، أداة لتحميص الخبز، أو قزم حديقة أو غير ذلك. وقد ولد متحف العلاقات المكسورة من بنات أفكار أولنكا فستيكا ودرازن غروبيسيك اللذين عاشا قصة حب فاشلة ولم يتمكنا من تقاسم لعبة أرنب أحبها كل منهما، فقررا حفظها بطريقة غير عادية. وهكذا انطلق هذا المشروع العصري الذي بات يضم راهناً ما يقرب من 4000 قطعة منها الأرنب المحبوب. وقد أرفقت كل قطعة بلوحة تحكي قصتها. فإذا كنت تخبئ في خزانتك مقتنيات خلفتها علاقة عاطفية سابقة، لا تتردد في وهبها لهذا المكان الذي يجمع تذكارات متنوعة من مختلف أنحاء العالم.       

متحف المراقبة السرية

تيرانا، ألبانيا

تتمتع ألبانيا بموقع مميز على أحد سواحل البحر الأبيض المتوسط، إلا أن عوامل الجذب السياحي فيها لا تقتصر على جمالها الطبيعي، بل تتخطى ذلك إلى بقايا ماضيها. فقد حكم البلاد، خلال جزء كبير من هذا الماضي، ولمدة 41 عاماً، أنور خوجة الذي ركز اهتمامه على تعزيز الهوية الوطنية وعزل الدولة البلقانية عن العالم. وفي متحف المراقبة السرية، أو بيت الأوراق، يمكن الزوار الاطلاع على فصول من عهد هذا الحاكم. فهو يشغل المبنى الذي استخدمته الشرطة السرية الألمانية، الغيستابو، خلال الحرب العالمية الثانية قبل أن ينتقل إلى عهدة البوليس السياسي والمخابرات الألبانية، أو السيغوريمي. لذا، تعرض فيه بقايا تلك الحقبة، من غرف الاستجواب، إلى مختبر تحليل البصمات، فأجهزة المراقبة على أنواعها، وكل ما يشكل شهادة على الحالة التي سادت في البلاد خلال مرحلة الحكم الشيوعي.  

متحف سولابه الدولي للمراحيض

دلهي، الهند

يحرص هذا المتحف على رواية فصول من تاريخ الصرف الصحي في العالم بطريقة تعليمية. وقد تم إنشاؤه من أجل زيادة الوعي بشأن المشكلات التي يواجهها العالم على هذا الصعيد. وجاء هذا بناءً على جهود بذلها الدكتور بيندشوار باتهاك، مؤسس حركة سولابه للصرف الصحي. ولهذا الغاية جمع الأخير أعمالاً كتابية وصوراً فوتوغرافية توضح كيفية تطور نظام الصرف الصحي العالمي. وتعاون لهذه الغاية مع 100 جهة معنية في دلهي. فإذا دفعك الفضول إلى زيارة هذا المكان، اعلم أنك ستجد فيه معروضات متنوعة، من كراسي المراحيض، إلى خزانات الماء، فالأوعية المطلية التي تعود إلى العصر الفكتوري (يعود تاريخ بعضها إلى العام 1145 بعد الميلاد). كما ستشاهد ملصقات كتابية تتناول آداب المراحيض والأعراف الاجتماعية المرتبط بها عالمياً. ولا شك في أنك ستقف مبتسماً أمام أكثر المعروضات غرابة: القصيدة المخصصة لنداء الطبيعة. صدّق، هذا حقيقي!