غوص إلى الأعماق مع سلمى أحمد شاكر

غوص إلى الأعماق مع سلمى أحمد شاكر

نغوص إلى أعماق البحر الأحمر برفقة الشابة السعودية سلمى أحمد شاكر حاملة الرقم القياسي الوطني في الغوص الحر
18 أبريل 24
Share

"بدأت رحلتي في عالم الغوص حين كنت صغيرة جداً. ولا عجب في هذا، فوالدي غواص وصياد وقبطان وعالم أحياء بحرية منذ مدة طويلة. وفي عائلتنا نتعلم الغوص ما أن نصبح في الـ10 من العمر". هذا ما تتذكره سلمى أحمد شاكر حين تُسأل عن بداياتها وعن البحر الذي يشكل جزءًا لا يتجزأ من حياتها. وتشير الناشطة البيئية وطالبة تصميم المنتجات في جامعة عفت إلى أنها ركزت جهودها على الغوص الحر ابتداءً من العام 2019.

وتضيف أنها أصبحت مدربةً للغوص الحر (المستوى الثاني)، وأنها ترى في هذه الرياضة تحدياً وتحرراً في الوقت نفسه: "أحب التحدث دائماً عن بداية تجربتي، فهي تشبه ركوب الطائرة للمرة الأولى. إنها عالم آخر مختلف".

وتذكر أنها تلقت تدريباتها الأولى على يد مدربة شجعتها على خوض التجربة بجرأة وقوة وعلى تخطي حدود ذاتها: "لقد رأت الفتاة الرياضية التي كانت تختبئ في داخلي وساعدتني على الانتباه إلى هذا الجانب من شخصيّتي. وهكذا تحول ذلك إلى أسلوب حياة بالنسبة إلي".

الرحلة

يمكن القول إن حياة سلمى حافلة بالمغامرات. فقد قامت مثلاً بزيارة إلى سواحل تبوك من أجل مشاهدة حطام سفينة جورجيوس جي اليونانية برفقة عدد من صديقاتها اللواتي يهوين الغوص الحر. وفيما كانت تشق طريقها بصحبتهن نحو ذلك الحطام، لاحظت وجود ظل كبير إلى يسارها: "أدركت أنه قرش ضخم. كان أمراً مفاجئاً وغير متوقع على الإطلاق. وقد سبحنا على مقربة منه لمدة 45 دقيقة".

تعرف سلمى مياه البحر الأحمر تمام المعرفة، وهي ترى في هذه المياه الدافئة طوال العام مثالاً على الجمال الطبيعي الأخاذ. وإذ تشيد بروعة مناطق البحر الشمالية، تلفت إلى أن مناطقه الجنوبية تحفل بالأنواع البحرية. وتكشف أن أكثر ما يثير اهتمامها هي تلك الشعاب المرجانية الساحرة التي تنتشر تحت صفحة البحر الزرقاء المدهشة.

في العام 2022، خاضت الغواصة السعودية منافسة كاس في تركيا، ما شكل مشاركتها الأولى مع الاتحاد السعودي للرياضات المائية والغوص. وعن ذلك تقول: "رغم أن موقع الغوص لم يحتوِ على كثير من الشعاب المرجانية، إلا أنه أبهرني حقاً. فقد كانت المياه هادئة والأمواج منخفضة، ما جعله خياراً مثالياً للغوص الحر وإن كان الماء بارداً إلى حد ما".

كذلك استمتعت سلمى بالغوص في مياه ميامي لمرة واحدة، وهي لا تنسى ذلك أبداً وتقول إن حالة الماء كانت مناسبة جداً للغوص الحر، رغم أن الأمواج كانت مرتفعة في بعض الأوقات. وحين تقارن بين تجربة الغوص في المملكة وتلك التي اختبرتها في المدينة الأميركية الساحلية تضيف: "أتاحت لي مياه ميامي التعرف على أنواع كثيرة من الأسماك، في حين قدمت لي مياه البحر الأحمر لوحة آسرة من الشعاب المرجانية. فلكل من الموقعين سحره الخاص".

لحظات لا تُنسى

تُعرب سلمى عن فخرها بالإنجازات التي حققها الاتحاد في ما يتعلق بتنظيم المسابقات، وتعبر عن شعورها بالحماس الشديد تجاه تمثيلها المحتمل للمملكة في منافستين ستنظمان هذا العام.

وتنصح كل من يرغب في ممارسة الغوص بفعل ذلك من دون تردد: "كنت انطوائية وواجهت بعض المصاعب على مستوى الحياة الاجتماعية. بالفعل، لم أتخيّل يوماً أن يصبح الغوص جزءًا مهماً من حياتي. ولا أنسى أبداً أن والديّ شجعاني على خوض تجربة الغوص الحر". وتضيف أنها تشعر بتلك القوة التي ساعدتها على الخروج من منطقة الراحة الخاصة بها، ودفعتها إلى عيش تجارب جديدة قد تؤدي بها إلى مسارات غير متوقعة وإلى القيام بخطوات مهمة.

ويذكر أن سلمى شاركت في فيلم وثائقي عنوانه "تحت سطح البحر، كفاح من أجل الشعب المرجانية". وهو إنتاج مشترك بين شركة البحر الأحمر الدولية وشركة الإعلام والترفيه العالمية الرائدة وارنر بروذرز ديسكفري. ويركز العمل على أهمية الجهود التي تبذل من أجل حماية الشعاب المرجانية، وعلى كيفية مساهمة الأشخاص في بلوغ هذا الهدف. كما أنه يسلط الضوء على شعاب البحر الأحمر كمثال عالمي للنتائج التي يمكن تحقيقها من خلال الحفاظ على المحيط البيئي.    

ولدى سؤالها عما تفعله في أوقات فراغها، تشير سلمى إلى أنها تقوم بزيارة مقهى أرتي كافيه في جدة حيث تشعر بكثير من الراحة، وحيث يمكنها الاسترخاء وتناول مشروب ما والسماح لإبداعها بالتدفق على لوحة من القماش: "كثيراً ما أجدني أرسم جمال مغيب الشمس. فهذا يتيح لي التعبير عن نفسي وبلوغ السلام والسكينة من خلال العملية الإبداعية".  

إنستغرام سلمى شاكر: salmaahmedsh@