6 مواقع سعودية على لائحة التراث العالمي

تتّسم المملكة العربية السعودية بالثراء والتنوع على مستوى الثقافة والتراث، فكم نحن محظوظون! بل إنها موطن للعديد من المواقع الشهيرة والتاريخية التي بات بعضها يتمتع بالأهمية ويحصد الاهتمام على المستوى العالمي. 

وبالحديث عن اليونيسكو، منظمة الأمم المتحدة للتربية، العلم والثقافة، نشير إلى أنها تؤدي دور وكالة متخصصة تهدف، في إطار مهماتها، إلى حماية المواقع الفريدة وذات الطابع الثقافي في كل أنحاء العالم. ومن هذه المواقع ستة تضمها المملكة العربية السعودية وتشكل جزءًا من لائحة التراث العالمي التابعة لليونيسكو. فكم عدد تلك التي قمت بزيارتها؟ لنلق نظرة عليها:

واحة الأحساء

هي قطعة من الجنة يعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث وتقع في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية. وأطلقت عليها هذه التسمية لأنها كنز طبيعي يحفل بالينابيع، الآبار، القنوات، وبساتين النخيل شاسعة المساحة. وفي هذه البقعة الرائعة، يروي نحو 60 ينبوعاً طبيعياً معظم النباتات والمزروعات والأشجار. وثمة حقيقة مفرحة تتعلق بالأحساء، وهي أنها الواحة الأكبر في العالم! وهو ما تمّ تأكيده في العام 2020 حين ورد اسمها على لائحة غينيس للأرقام القياسية باعتبارها أكبر واحة قائمة بذاتها في العالم.  

منطقة حمى الثقافية

يقع هذا الموقع على امتداد طريق القوافل القديم في المملكة العربية السعودية، ويتميز بمجموعة رائعة من الأعمال الفنية الصخرية التي تركها المسافرون على مرّ السنين. هناك ثمة الكثير من الصور المنقوشة على الصخور والتي تعود بتاريخها إلى الحقبة الممتدة بين العامين 7000 و1000 قبل الميلاد، وتشمل النقوش أشكالاً تتعلق بالصيد، الحياة البرية، النباتات، الورود، فضلاً عن الرسوم التي توضح كيف عاش الناس في تلك المرحلة الزمنية. وقد أبدى العديد من مراكز الأبحاث في المملكة وخارجها الاهتمام بإجراء دراسات حول هذا الفن هدفت إلى تسليط الضوء على تطور الحياة البشرية منذ ذلك العصر القديم. 

جدة التاريخية

ينتمي هذا الموقع إلى قلب مدينة كانت ذات يوم ميناءً تجارياً رئيسياً. وهناك، على شاطئ البحر الأحمر، يمتد مشهد من النوافذ زرقاء اللون، ما يشكل علامة فارقة لا تُنسى في المدينة، فيما تروي الشوارع الضيقة الرائعة حكايات آلاف المسافرين الذين مروا من هناك يوماً. وتعتبر جدة التاريخية إحدى أكثر المناطق التي تم الحفاظ عليها في المملكة جمالاً. وتفتح هذه المساحة التي تُعرف أيضاً باسم جدة القديمة أو البلد، أبوابها أمام الزائرين والسياح. إذاً لا تتردد أبداً في الذهاب إلى الأسواق القديمة وتذكر المساومة قبل الشراء.      

حي الطريف

في هذا المكان يحتل أسلوب الهندسة المعمارية النجدية المذهل مركز الصدارة. ويقع هذا الحي في الدرعية، الموطن الأول للعائلة الملكية السعودية والعاصمة الأولى للبلاد. وهنا يمكن مشاهدة القصور التاريخية والمنازل التي كانت عامرة بالأصوات والضحكات في القرن الـ15. أما ما يثير الاهتمام في حي الطريف، إلى جانب المشاهد الرائعة، فهو أنه يشكل نموذجاً لكيفية إنشاء التجمعات السكنية والمؤسسات في عمق الصحراء. ولا بدّ من الإشارة هنا إلى تقنيات البناء والمواد التي تم استخدامها كما إلى البنى التحتية التي جرى تأسيسها.

مدائن صالح

في هذا المكان مشهد لا بدّ من رؤيته. فمدائن صالح، الموقع التاريخي الرائع، تقع وسط المناظر الصحراوية الطبيعية ويعود تاريخها إلى القرن الأول قبل الميلاد، وهي عبارة عن مدفن ضخم يتميز بواجهة صخرية نُحتت عليها النقوش. ويشار إلى أنها بُنيت على يد أريتاس الرابع الذي جعلها العاصمة الثانية للمملكة النبطية بعد البتراء في الأردن. ويتميز هذا الموقع بكتابات ورسوم تعود بتاريخها إلى ما قبل الحقبة النبطية. لكن، للأسف، لا يمكن الزائرين البقاء هناك للتخييم ليلاً أو ما شابه، وفي المقابل بإمكانهم المشاركة في جولات يتم تنظيمها في الموقع. أما إذا أردت قضاء ليلك في مكان مميز، فالعلا هي خيارك الأمثل.

 الفن الصخري في منطقة حائل

في السعودية موقع آخر يتميز بالفن الصخري، نتحدث هنا عن منطقة حائل حيث يروي كتاب منحوت في الحجر قصصاً أنتروبولوجية تعود إلى ما قبل 1000 عام. ومن أبرز مواقع منطقة حائل التي تتميز بالفن الصخري، جبل أم سنمان في جبة وجبال المنجور وراط.

وإلى جانب أنواع النقوش الصخرية غير العادية التي تتميز بها هذه المنطقة، يشير المؤرخون إلى أنه تم إنجاز هذا النمط الفني بالاعتماد على طرق خاصة، مثل استخدام المطارق الحجرية.