السعودية رئيساً للجنة اليونيسكو للتراث العالمي

السعودية رئيساً للجنة اليونيسكو للتراث العالمي

6 مواقع على خارطة التراث العالمي على أرض السعودية و10 مواقع أخرى قيد المراجعة
15 أبريل 23
Share

بعد التصويت بالإجماع في مقرها في العاصمة الفرنسية باريس، أعلنت منظمة اليونسكو ترأس السعودية للجنة التراث العالمي. واستند هذا الاختيار إلى الدعم الدائم الذي يقدمه هذا البلد وإلى الجهود المستمرة التي يبذلها في إطار التعاون مع المنظمة الدولية. ومن المرتقب أن تستضيف المملكة الاجتماع الـ45 للجنة، وللمرة الأولى سيجتمع مندوبون من أنحاء العالم كافة حول طاولة نقاش تقام في الرياض من 10 سبتمبر 2023 إلى 25 منه. وستترأس الدورة الـ45 للجنة صاحبة السمو الأميرة هيفاء بنت عبد العزيز آل مقرن، وذلك من موقعها كمندوبة دائمة للمملكة وكرئيسة للجنة البرامج والعلاقات الخارجية المنبثقة من المجلس التنفيذي لليونسكو.  

 ويشار إلى أن لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو تضم مجموعة من الممثلين المنتخبين الذين يتمتعون بالتقدير وينتمون إلى 21 دولة، منها الأرجنتين، بلجيكا، مصر، اليونان، الهند، السعودية وتايلاند. وتضطلع هذه اللجنة وحدها بمهمة دعم برنامج اتفاقية التراث العالمي لليونسكو الذي أطلق في العام 1972. وتنصّ هذه الاتفاقية على ضرورة تحديد، حماية، وحفظ التراث الثقافي والطبيعي حول العالم باعتباره يحمل قيمة استثنائية على مستوى المجتمع الإنساني. ويضاف إلى هذا أن اليونسكو تهدف إلى حماية التراث الثقافي غير المادي، المهم والموجود في أنحاء هذه الأرض، ويُقصد بذلك أشكال التعبير الثقافي، اللغات، وكل ما تتناقله الأجيال في هذا الإطار.

 وتشمل مواقع التراث العالمي مجموعة من المواقع الطبيعية والثقافية التي تمّ تصنيفها من قبل المنظمة باعتبارها "ذات قيمة عالمية استثنائية". وقد تكون هذه المواقع على شكل أبنية، صروح، مناظر طبيعية، مواقع أثرية، أو مدن بأكملها.  

وإذا أردنا تعداد بعضها نذكر تاج محل، ماتشو بيتشو، الحيّد المرجاني العظيم، قصر وحديقة فرساي، ومنتزه غراند كانيون (الأخدود العظيم) الوطني. ونحن محظوظون لأن السعودية هي موطن ستّة من مواقع التراث العالمي، علماً أن 10 مواقع أخرى ما زالت قيد المراجعة وتنتظر موافقة لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو. فهي تتمتع بأهمية ثقافية، ليس على المستوى السعودي فحسب، بل على مستوى العالم بأسره أيضاً. إذاً دعونا نلقي نظرة على المواقع السعودية التي أصبحت جزءًا من لائحة اليونسكو للتراث العالمي والتي تتمتع بالشهرة عالمياً.

موقع الحجر الأثري (2008)

يُعرف موقع الحجر الأثري، والذي يشكل جزءًا من منطقة العلا، على نطاق واسع باسم مدائن صالح. وهو يعتبر مثال المدينة النبطية القديمة، ويحتوي على أكثر من 100 مدفن ومعبد، فضلاً عن هياكل أخرى تعود بتاريخها إلى أكثر من 2000 عام. أما التحفة المعمارية الأكثر أهمية فهي قصر الفريد، وهو مدفن كبير مع بوابة في الوسط.   

حي الطريف، الدرعية (2010)

يعتبر حي الطريف في الدرعية مثالاً على العمارة التقليدية لشبه الجزيرة العربية. ويضم هذا الحي، القريب من العاصمة الرياض، منازل، قصوراً، وقلاعاً شُيدت في القرنين 15 و16 لتشكل أبرز الأمثلة على التخطيط العمراني التقليدي في المنطقة. 

بوابة مكة، جدة التاريخية (2014)

تقع مدينة جدة القديمة على حافة البحر الأحمر، وهي مأهولة بالسكان منذ القرن السابع. وكانت يوماً إحدى أكثر المدن الساحلية في المنطقة أهمية وشكلت حلقة وصل تجارية على الطريق إلى المحيط الهندي. أما بوابة مكة فكانت المدخل الذي يعبره الحجاج الآتين لزيارة المدينة. وبحسب منظمة اليونسكو، يتمتع هذا الموقع بـ"قيمة عالمية بارزة" نظراً لتاريخه وتصميمه المعماري الفريد.   

الفن الصخري، حائل (2015)

أضيفت منطقة حائل السعودية رسمياً إلى لائحة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو في العام 2015، وهي موطن للفن الصخري الذي احترفه أجدادنا منذ ما يقرب من 1000 عام. وتشكل منحوتات الصخور نافذة على الماضي، وهي تصوّر البشر والحيوانات خلال الصيد، المشاركة في الطقوس القديمة، وأيضاً في إطار الحياة اليومية، ما يجعلها شاهداً مهماً على ثقافة المنطقة عبر التاريخ. وقد أدركت اليونسكو الأهمية الثقافية والتاريخية لهذه النقوش أو المنحوتات الصخرية على المستويين الوطني والعالمي، ودعمت الحفاظ عليها وترميمها من أجل المستقبل.   

واحة الأحساء، مشهد ثقافي قيد التطوّر (2018)

يمكن العودة مع واحة الأحساء، الواحة الأكبر في العالم، إلى العصر الحجري الحديث. وهي تقدم مثالاً لأنظمة الري التقليدية التي ما زالت تعتمد اليوم. كما تضم هذه المساحة مجموعة متنوعة من المحاصيل مثل التمر، الحبوب، الخضار، ما يجعلها "مشهداً جغرافياً – ثقافياً ومثالاً استثنائياً للتفاعل البشري مع البيئة"، بحسب اليونسكو. 

منطقة حمى الثقافية (2021)

تقع منطقة حمى الثقافية، وهي الإضافة الأحدث إلى قائمة مواقع المملكة، في الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية. وهي تُعرف بكونها موقعاً يضم نقوشاً وفنوناً تعود إلى قرون عدة، وتصوّر الطبيعة، النباتات، الحيوانات، وطريقة عيش السكان. وقد اعتبرت منظمة اليونسكو منطقة حمى الثقافية نموذجاً مهماً لطريقة الحياة التقليدية التي يجب الحفاظ عليها ونقلها للأجيال المقبلة.